عبد اللطيف البوني
وتكتبك الجريدة
اليوم أود ان أعتذر بالكلمات القادمة لكل هؤلاء الحداثيين في شتى الضروب وأقول لهم أنتم متقدمون أكثر منا وقدراتكم على الاستشراف أكبر منا نحن غير المحدثين لأنني أدركت كما أدرك الفيتوري قبلنا بكثير أن من يظن الأشياء هي الأشياء هو الجاهل ولنضرب لذلك مثلا اليوم الصحيفة أي الجريدة العادية دي فهي كما معلوم للجميع تقدم للقارئ خدمة إعلامية معروفة ولكن إذا استبطنا الأمر يمكن أن نجد الصحيفة تقدم للقارئ خدمات أخرى منها انها تستلبه وتحتويه وتضعه في جيبها.
بعيدا عن التجريد لنأخذ الصحف الرياضية في بلادنا التي أصبحت منحازة للفريقين الكبيرين فهذه الصحيفة وجدت نفسها أن تربط القارئ بها يوميا في حالة النصر وفي حالة الهزيمة وفي قوة الفريق وفي حالة ضعفه، إلا ووجدت هذه الصحف نفسها خاسرة ماديا لذلك لم تعد تقدم له خدمة إعلامية عادية من أخبار وتحليلات موضوعية بل تخاطب عاطفته والمعلوم أن الرياضة في أصلها انتماء عاطفي فتصور له فريقه الذي ينتمي اليه بأنه سيد الكرة فإذا انتصر أي انتصار حتى ولو على فريق اللعوتة (ج) فإنه انتصار كبير وإذا انهزم فإن هناك مؤامرة وأن الحكم باع المباراة وأن الاتحاد لديه ميول الى القمة الثانية و.. فتخدره بذلك ثم تصور له أن المنافسة بين الفريقين ليس مكانها المستطيل الأخضر إنما تصل الى النجيلة وعمم الرؤساء ليس قروشهم وحدها. وفيما بعد ظهر أدب الكتاحات والخرخرة ففي حالة الهزيمة تثير قضية تصرف بها الجمهور عن الهزيمة كما فعل الإعلام المصري بعد فاصلته مع الجزائر في أم درمان ففي السودان تذكروا نهاية الممتاز وكأس السودان في الموسم الماضي والمستوى الأخلاقي الذي ظهر في الصحف وبالتالي في الميدان.
لقد نجحت الصحف الرياضية في ربط القارىء بها طوال العام حتى ولم يكن هناك نشاط تنافسي لأنها وسعت مساحة التنافس واستطاعت أن تسوق نفسها حتى في لحظات الهزيمة واستطاعت أن تخلق بطولات وهمية بهذا تكون قد كتبت القارئ وربطته بها وعطلت فيه ملكة التفكير والتبصر والنقد فنحن نقول إن الشخص الفلاني كتبته زوجته ففي الحقيقة أنها خاطبت عاطفته وقدمت له ما تهواه نفسه وتميل إليه كأن تصوره بأنه أرجل راجل وأكثر خلق الله وسامة وأنها أسعد مخلوقة به بالإضافة للخدمات الأخرى. فالصحيفة الرياضية اليوم تكتب القارئ ولم تعد مصدراً إعلاميا يقرأ فيه الواقع . أخذنا الصحافة الرياضية مجرد مثال ولكن هذا ينطبق على كل أنواع الصحافة الاجتماعية وصحافة الجريمة والسياسية والإذاعة والتلفزيون وكل الوسائط الإعلامية ولكن في السودان النجاح حتى الآن حليف الصحافة الرياضية فهي الناجحة في كتابة القارئ الذي يقرأها
حاطب ليل – السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة