طب وصحة

الحمى الصفراء : العلامات والأعراض

[JUSTIFY] الحمى الصفراء حمى نزفية حادة تحدث بسبب فيروس وتسري عن طريق البعوض الحامل له. وتشير كلمة “الصفراء” إلى اليرقان الذي يصيب بعض المرضى.
يقضي نحو 50% من المصابين بحالات وخيمة جرّاء هذا المرض نحبهم إذا لم يتلقوا العلاج المناسب.
يشهد كل عام وقوع نحو 200000 حالة من حالات الحمى الصفراء في جميع أنحاء العالم تؤدي 30000 حالة منها إلى الوفاة.
يتوطّن فيروس الحمى الصفراء المناطق المدارية من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يفوق عدد السكان الإجمالي 900 مليون نسمة.
شهد عدد حالات الحمى الصفراء زيادة على مدى السنوات العشرين الماضية بسبب انخفاض مناعة السكان حيال العدوى وإزالة الغابات والتوسّع العمراني وتحرّكات السكان وتغيّر المناخ.
لا يوجد علاج يضمن الشفاء من الحمى الصفراء. والعلاج المتاح لا يمكّن إلاّ من تخفيف الأعراض من أجل راحة المريض.
التطعيم هو أهمّ التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها ضدّ الحمى الصفراء. واللقاح المُستخدم لهذا الغرض مأمون وزهيد التكلفة وشديد النجاعة، ويبدو أنّه يوفر الحماية طيلة 30 إلى 35 سنة أو أكثر. ويوفر اللقاح مناعة فعالة لنحو 95% ممّن يتلقونه في غضون أسبوع واحد بعد التطعيم.
________________________________________

العلامات والأعراض يمرّ الفيروس، بعد اكتسابه، بفترة حضانة داخل الجسم تدوم ثلاثة إلى ستة أيام، تتبعها عدوى قد تحدث في مرحلة واحدة أو مرحلتين. أمّا المرحلة الأولى، فهي “حادة” وتتسبّب، عادة، في الإصابة بحمى وألم عضلي وألم شديد في الظهر وصداع وارتعاد وفقدان الشهية وغثيان أو تقيّؤ. وتتحسّن أحوال معظم المرضى وتختفي أعراضهم بعد مرور ثلاثة إلى أربعة أيام.
غير أنّ 15% من المرضى يدخلون مرحلة ثانية أكثر سمومية في غضون 24 ساعة من انقضاء المرحلة الأولى. والمُلاحظ عودة الحمى الشديدة وتضرّر عدة من أجهزة الجسم. وسرعان ما يظهر يرقان على المريض، الذي يصبح يعاني من ألم بطني مع تقيّؤ. ويمكن حدوث نزف من الفم أو الأنف أو العينين أو المعدة. وعندما يحدث ذلك يظهر الدم في القيء والبراز. وتتسم هذه المرحلة أيضاً بتدهور وظيفة الكلى. ويقضي نصف المرضى الذين يدخلون المرحلة السامة نحبهم في غضون 10 إلى 14 يوماً، وتتماثل بقية المرضى للشفاء دون أيّة أضرار عضوية كبيرة.

والجدير بالذكر أنّه يصعب تشخيص الحمى الصفراء، ولاسيما خلال المراحل المبكّرة. ويمكن الخلط بينها وبين الملاريا الوخيمة وحمى الضنك النزفية وداء البريميات والتهاب الكبد الفيروسي (خصوصاً الأنماط الخاطفة لالتهابي الكبد B وD) وأنواع الحمى النزفية الأخرى (الحميات البوليفية والأرجنتينية والفنزويلية النزفية وتلك الناجمة عن الفيروسات المصفّرة الأخرى مثل فيروس غرب النيل وفيروس زيكا وغيرهما) وأمراض أخرى، فضلاً عن حالات التسمّم. ويمكن أن تكشف تحاليل الدم عن أضداد الحمى الصفراء التي تُفرز استجابة للعدوى. وتُستخدم عدة تقنيات أخرى للكشف عن الفيروس في عيّنات الدم أو نُسج الكبد التي تُجمع من المريض بعد وفاته. وتقتضي تلك الاختبارات موظفين مختبريين من ذوي المهارات العالية وأجهزة ومعدات متخصّصة.

الفئات المختطرة يحدق خطر الحمى الصفراء بأكثر من 900 مليون نسمة في 45 بلداً ممّن يتوطنها المرض في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي أفريقيا يعيش نحو 508 ملايين نسمة في 32 بلداً مختطراً. وتعيش بقية الفئات السكانية المختطرة في 13 بلداً في أمريكا اللاتينية، علماً بأنّ أشدّ الفئات اختطاراً هي تلك التي تعيش في بوليفيا والبرازيل وكولومبيا وإكوادور وبيرو.
ويشهد كل عام وقوع نحو 200000 حالة من حالات الحمى الصفراء في جميع أنحاء العالم (تؤدي 30000 حالة منها إلى الوفاة). ويُسجّل وقوع عدد ضئيل من الحالات الوافدة في البلدان الخالية من المرض. وعلى الرغم من عدم الإبلاغ قط عن حدوث أيّة حالات في آسيا، فإنّ المنطقة معرّضة للخطر بسبب وجود الظروف المواتية لسراية العدوى. وأُبلغ في القرون الماضية (بين القرن السابع عشر و القرن التاسع عشر) عن وقوع فاشيات من الحمى الصفراء في أمريكا الشمالية (نيويورك، وفيلادلفيا، وتشارلستون، ونيو أورلينز وغيرها) وأوروبا (أيرلندا وإنكلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال).

سراية المرض فيروس الحمى الصفراء من الفيروسات المنقولة بالمفصليات التي تنتمي إلى فصيلةالفيروسات المصفّرة، والبعوض هو أهمّ نواقله. ويحمل البعوض الفيروس من ثوي إلى آخر، بين النسانيس أوّلاً، ثمّ من النسانيس إلى الإنسان، ثمّ من إنسان إلى آخر.
وهناك عدة أنواع مختلفة من الزاعجة وبعوضة Haemogogus يمكنها نقل الفيروس. وبإمكان البعوض التكاثر في البيوت (داجن) أو في الغابة (برّي) أو في المكانين على حد سواء (شبه داجن). وهناك ثلاثة أنماط من دورات السراية هي:
الحمى الصفراء الحرجية (أو الغابية): يُلاحظ، في الغابات المطيرة المدارية، حدوث الحمى الصفراء بين النسانيس التي يلدغها البعوض البرّي الحامل للفيروس. وتنقل تلك النسانيس، بدورها، العدوى لبعوض آخر يتغذّى منها. ويقوم البعوض الحامل للعدوى بلدغ البشر الذين يدخلون الغابة، ممّا يؤدي إلى وقوع حالات عرضية من الحمى الصفراء. وتظهر غالبية الحالات بين شباب يعملون في الغابات (في مجال الاحتطاب مثلاً).
الحمى الصفراء الوسيطة: يُسجّل، في المناطق الرطبة وشبه الرطبة من أفريقيا، وقوع أوبئة على نطاق صغير. وينقل البعوض شبه الداجن (الذي يتكاثر في البرّ وفي البيوت) العدوى إلى النسانيس والبشر على حد سواء. ويؤدي تزايد تعرّض الناس للبعوض الحامل للعدوى إلى سراية المرض بين البشر. ويمكن أن تشهد كثير من القرى المنفصلة الواقعة في منطقة ما حدوث حالات في آن واحد. ويمثّل ذلك أشيع أنماط الفاشية في أفريقيا. ويمكن أن تتحوّل الفاشية إلى وباء أشدّ وخامة إذا انتقلت العدوى إلى منطقة يكثر فيها البعوض في البيوت ويسكنها أناس غير مطعّمين ضدّ المرض.
الحمى الصفراء الحضرية: يُلاحظ وقوع أوبئة واسعة النطاق عندما ينقل أناس يحملون العدوى الفيروس إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية يرتفع فيها عدد الأشخاص الذين لا يملكون مناعة ضدّ المرض ويكثر فيها البعوض من جنس الزاعجة. ويمكن للبعوض الحامل للعدوى نقل الفيروس من شخص لآخر.

العلاج لا يوجد علاج محدّد ضدّ الحمى الصفراء، ولا يمكن للمرضى الاستفادة سوى من رعاية داعمة تمكّن من علاج التجفاف والحمى. ويمكن علاج العداوى الجرثومية ذات الصلة بالمضادات الحيوية. وقد تسهم الرعاية الداعمة في تحسين الحصائل الصحية للمصابين بحالات وخيمة، ولكنّها نادراً ما تُتاح في المناطق الفقيرة.

الوقاية 1- التطعيم

التطعيم هو أهمّ تدابير الوقاية من الحمى الصفراء. ومن الضروري، في المناطق التي ترتفع فيها مخاطر هذا المرض وتنخفض فيها نسبة التغطية باللقاح المضاد له، التعجيل بالكشف عن الفاشيات ومكافحتها عن طريق التمنيع من أجل توقي الأوبئة. ولا بدّ، لتوقي الفاشيات في كل المناطق المتضرّرة، من ضمان استفادة ما لا يقلّ عن 60% إلى 80% من السكان المختطرين من خدمات التطعيم. وليس هناك، في أفريقيا حالياً، سوى بضعة بلدان ممّن تمكّنت من بلوغ ذلك المستوى من التغطية.
ويمكن توفير التطعيم الوقائي عن طريق خدمات التمنيع الروتينية التي تقدم إلى الرضّع والحملات الجموعية التي يُضطلع بها مرّة واحدة من أجل زيادة نسبة التغطية بخدمات التطعيم في البلدان المختطرة، وحماية المسافرين المتوجهين إلى المناطق التي تتوطنها الحمى الصفراء. وتوصي منظمة الصحة العالمية، بقوة، بضرورة توفير خدمات التطعيم الروتينية ضدّ الحمى الصفراء لأطفال المناطق المختطرة.

واللقاح المُستخدم لهذا الغرض لقاح مأمون وزهيد التكلفة ويوفر مناعة فعالة ضدّ المرض لنحو 95% ممّن يتلقونه في غضون أسبوع واحد بعد التطعيم. كما توفّر جرعة واحدة منه الحماية طيلة 30 إلى 35 سنة أو أكثر، ويرى البعض أنّها تضمنها طيلة الحياة. ومن النادر جداً وقوع آثار ضائرة خطيرة بعد تلقي اللقاح. فلم يُبلّغ عن حدوث تلك الآثار إلاّ في حالات نادرة في مناطق يتوطنها المرض وبين مسافرين تم تطعيمهم (مثل ما حدث في البرازيل وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وبيرو وتوغو). ويعكف الخبراء العلميون، حالياً، على تحرّي أسباب تلك الآثار.

والجدير بالذكر أنّ خطر الوفاة جرّاء الحمى الصفراء يفوق بكثير المخاطر المرتبطة باللقاح. ومن الفئات التي لا ينبغي تطعيمها:
الأطفال الذين لم يبلغوا تسعة أشهر من العمر فيما يخص خدمات التمنيع الروتينية (أو الذين لم يبلغوا ستة أشهر من العمر أثناء وقوع وباء جرّاء المرض).
الحوامل- باستثناء فترة وقوع فاشية من فاشيات الحمى الصفراء عندما ترتفع مخاطر الإصابة بالعدوى؛
الأشخاص الذين يعانون من أرجيات وخيمة إزاء بروتين البيض؛
الأشخاص الذين يعانون من العوز المناعي بشكل وخيم بسبب حالات الأيدز والعدوى بفيروسه المصحوبة بأعراض أو غير ذلك من الأسباب، أو في حالة اضطراب غدّة التوتة.
ويجب على المسافرين، ولاسيما المتوجهين من أفريقيا أو أمريكا اللاتينية إلى آسيا، إظهار شهادة التطعيم ضدّ الحمى الصفراء. وتشير اللوائح الصحية الدولية إلى ضرورة تقديم إثبات من السلطات المعنية في حال وجود مبرّرات طبية تحول دون الخضوع للتطعيم.

2- مكافحة البعوض
تظلّ مكافحة البعوض من التدابير الأساسية التيي ينبغي اتخاذها إلى أن يُشرع في عمليات التطعيم. ويمكن الحدّ من مخاطر سراية الحمى الصفراء في المناطق الحضرية بالتخلّص من الأماكن المحتملة لتكاثر البعوض ورشّ مبيدات الحشرات في المواقع المائية عندما يكون البعوض في مراحل تطوّره الأولى. كما يمكن، برشّ مبيدات الحشرات للقضاء على البعوض أثناء الأوبئة الحضرية والاضطلاع بحملات تطعيم طارئة في الوقت نفسه، الحدّ من سراية الحمى الصفراء أو وقفها، ممّا يتيح للفئات المُطعّمة “فسحة من الوقت” لتعز

27a122 المصدر: منتديات قبة سليم

[/JUSTIFY]