زهير السراج

إلى القراى فى يوم عرسه ..!!


إلى القراى فى يوم عرسه ..!!
* بتهمة مضحكة وهى انه كتب مقالا بصحيفة ( أجراس الحرية) الغراء عن واقعة اغتصاب ناشطة حقوقية بواسطة ثلاثة من افراد جهاز الأمن ــ كما جاء على لسان الناشطة نفسها فى الفيديو المصور الذى نشر فى موقع (اليوتيوب) ونقلته كل المحافل الإلكترونية السودانية وغير السودانية ــ يقف امام المحكمة اليوم الدكتور عمر القراى، العالم والمفكر الجليل والمدافع الصلب عن حقوق الانسان السودانى الذى لم يجد عليه الزمان منذ استقلال السودان بحاكم صالح وهو الذى يستحق أن يحكمه أصلح وأعدل الحكام فى العالم بما عرف عنه من صفات عظيمة قل ان توجد فى إنسان آخر .. ولكن هكذا شاء القدر لسبب لا يعلمه الا الله، ونسأله عزت وجلت وعلت قدرته، أن يكون ذلك لخير قريب وكبير لصالح االانسان السودانى الذى صبر طويلا وعانى كثيرا وما زال ..!!

* وبينما يقف الدكتور القراى امام المحكمة بهذه التهمة المضحكة، فان الذين ارتكبوا عشرات الالاف من الجرائم الوحشية، وعلى رأسها جرائم بيوت الأشباح وحرب دارفور والفساد الذى يزكم الأنوف .. ينعمون بالحياة الرغدة ويتقلدون ارفع المناصب ويعيثون فى السودان فساد وإفسادا، بل ويتصدى بعضهم لتوجيه التهم ومحاكمة الناس .. ويا لسخرية الأقدار ..!!

* ولكن ليس غريبا ان يكون هذا مسلك نظام حكم استولى على السلطة بالقوة وادارها بالقوة واحتكر كل خيرات البلاد زهاء عقدين من الزمان، وارتكب الكثير من الجرائم والمفاسد ، ولا يزال، رغم رفعه لشعار الاسلام وادعائه الحكم بما انزل الله، والاسلام برئ منه ومن أفعاله وأقوله ..!!

* ليس غريبا ولا مستغربا أن توجه التهم المضحكة والغريبة والغامضة الى القراى ويجر اليوم الى المحكمة، بدلا عن التحقيق فى ما جاء فى ذلك الفيديو من تهم تقشعر لها الابدان وتتمزق القلوب وتنزف العيون، للوصول الى الحقيقة ومعاقبة المجرمين، خاصة انه ومن المستبعد تماما بل ومن سابع المستحيلات ان تلصق فناة سودانية بنفسها جريمة مثل الاغتصاب ستظل تلازمها طيلة حياتها وربما تدمرها تماما، ان لم تكن بالفعل قد حدثت لها ..!!

* نعم ، ليس غريبا ان تتجاهل الانقاذ أقوال تلك الضحية وغيرها من الآف الضحايا منذ استيلائها على السلطة فى الثلاثين من يونيو 1989 وحتى اليوم، وتجنح بدلا عن ذلك لمحاكمة القراى وغيره الذين لم يفعلوا شيئا غير انتقادها ومناصحتها بالكلمة المكتوبة والصدع بكلمة حق عند سلطان جائر، لعلها ينتصح ويسلك طريق الحق ويرعوى عن ظلم الناس، ولكن هيهات .. فمن ظل زهاء ربع قرن من الزمان يستحلى ممارسة الظلم على الأبرياء لن يتخلى عن ذلك حتى وهو فى الطريق الى القبر، و( من شب على شئ، شاب عليه) .. كما يقول المثل!!

* غير ان لكل بداية نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل ليل شمس تضع حدا له مهما طال وناء بكلكله على صدورالناس، وكما رحل مبارك وبن على غير مأسوف عليهما، سيأتى اليوم الذى سيرحل فيه بقية الظالمين ، ولقد لاحت فى الأفق ملامح ذلك اليوم ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] صحيفة الأخبار، 29 مايو 2011