عبد اللطيف البوني

جكة نقد بين الدوحة والفاشر ونيالا


جكة نقد بين الدوحة والفاشر ونيالا
يبدو أننا في السودان سنكون من أكثر شعوب الدنيا استعمالا للمصطلحات السياسية فنيفاشا أصبحت مثل جراب الحاوي يظهر لنا منها مصطلح ساعة التوقيع لم يلتفت إليه أحد إلا الموقعين ثم فيما بعد يقيم دنيا السودان ولايقعدها فمثلا بروتوكول أبيي ساعة التوقيع عليه في نيفاشا لم يلتفت إليه الرأي العام ولم يقل أحد إنه يتعارض مع بروتوكول ميساكوش الإطاري وهاهو الآن يقف بالبلاد على شفير الهاوية وكل الدلائل تقول إنه سيكون سبب الحرب بين الدولتين القديمة والجديدة. مصطلح المشورة الشعبية عندما تم التوقيع عليه في نيفاشا مررنا عليه بـ(نمرة اربعة) وهاهو الآن يكشر على أنيابه والخلاف في فهمه كبير جدا فهناك من ينظر اليه ك(جنى صغير بتاع تقرير مصير) ومن يراه متعلق برضى المواطن بالخدمات التي تحصل عليها بعد تطبيق الاتفاقية.
اليوم بين أيدينا مصطلح جديد لنج ظهر فجأة وبكامل هيئته إذ كان تطبيقه رديفا لظهوره فمنذ يوم الجمعة الماضية يجتمع في الدوحة التي أصبح بعض السودانيين يقيمون فيها (إقامة حبيبك) وعددهم إربعمائة شخص (من غير الهوادة ) يجتمعون في مؤتمر اسمه (أصحاب المصلحة) وفي ترجمة أخرى (أهل المصلحة) سوف تعرض عليهم وثيقة سلام دارفور التي سوف توقع عليها حكومة السودان (غازي صلاح الدين) وحركة العدالة والتحرير (التيجاني السيسي) وهؤلاء الاربعمائة هم قيادات من دارفور مؤيدين للحكومة وبعضهم مؤيد لأطروحات حركات دارفور المسلحة وقيادات حزبية منها الموالي للحكومة ومنها المعارض لها فقد شاهدت في الجلسة الافتتاحية الترابي ونقد وسعاد الفاتح ودكتور الصادق الهادي المهدي (ياربي الصادق هناك؟ إن لم يكن إن شاء الله المانع خير؟).
الواضح جدا أن الوساطة المشتركة التي تقودها قطر (ال محمود) والامم المتحدة والاتحاد الافريقي (باسولي) قد وصلت الى نهايتها وأن المطلوب من الاربعمائة (تمامة جرتق) والشهادة على ما توصلت اليه الدوحة ثم بعد ذلك سوف يرفع شعار (سلام دارفور بمن حضر) فالملاحظ غياب الحركات المسلحة الدارفورية الكبيرة مثل العدل والمساواة(ياربي الترابي حا يذكرالناس بيها؟) وغياب حركة تحرير السودان بجناحيها عبد الواحد ومناوي(يمكن نقد يقول شروطها؟) بالطبع لن نصل مرحلة القول إن الترابي ينوب عن العدالة ونقد ينوب عن التحرير بدليل أن نقد وصف الفكرة بأنها ذكية واقترح بعد تبني الوثيقة التوجه مباشرة الى الفاشر ومنها (جكة) الى نيالا هذا إذا نجم المؤتمر عن شيء (نجيض ومقنع) على حسب قوله.
لا أدري مدى الحضور الدولي الذي سوف يظهر عند التوقيع النهائي على الوثيقة التي سوف يباركها مؤتمر أصحاب المصلحة ولكن السؤال الأهم الى أي مدى سوف يؤثر غياب الحركات المسلحة؟ هل سوف تتحول الى أبوجا ثانية؟ علما أن أبوجا ساعة توقيعها حظيت باهتمام دولي كبير لدرجة أن روبرت زوليك قال إنه لن تتغير فيها ولاشولة و(الجوه جوه والبره بره) كما أن ايان برونك أسماها الفرصة الأخيرة والرئيس النيجيري الأسبق اوباسنجو قال إن إفريقيا سوف تحرسها بعكازتها ولكن ماهي أيام إلا وراح فيها زوليك وطرد برونك ورحل مجذوب الخليفة ودخل مناوي القصر الجمهوري وقبض الريح بعد أن أعطى الريح واصبحت الحكاية كلها شمار في مرقة. بالطبع مياه كثيرة مرت تحت وفوق الجسر بعد أبوجا منها مايصب في مصلحة استعجال السلام ومنها ما يبطي به ولكن يبقى الموقف الدولي هو الأقرب للموقف الحاسم وعندما نقول الموقف الدولي لا نعني الحكومات الغربية فقط لأن هذه الحكومات قد أيدت أبوجا إنما نشير لجماعات الضغط التي تتبنى قضية دارفور في المجتمعات الغربية وعلى العموم نتمنى أن يكون مصطلح أصحاب المصلحة آخر المصطحات.

حاطب ليل – السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]