زهير السراج

زول .. زول ..!!


زول .. زول ..!!
* تأجيل قضية الأستاذين الدكتور عمر القراى المفكر والكاتب الصحفى بالزميلة ( أجراس الحرية) والاستاذ فيصل محمد صالح الكاتب الكبير بصحيفتنا ( الأخبار) والمتهمين بواسطة جهاز الأمن فى قضية نشر صحفى تتعلق بواقعة اغتصاب الناشطة الحقوقية السودانية (صفية) التى تحدثت بشجاعة كبيرة عن الجرم الفادح الذى تعرضت له فى فيديو نشرته معظم المحافل الالكترونية السودانية وبعض المحافل العالمية الأمر الذى أثار ضجة كبرى فى معظم انحاء العالم وكتب وتحدث عنه الكثيرون فى الداخل والخارج من بينهما الاستاذان القراى وصالح فكان نصيبهما الجر الى المحاكم بدلا عن توجيه الشكر لهما على النقد الهادف الذى تفضلا به، الى يونيو القادم ( 21 ) يشير بوضوح الى تردد الحكومة وخشيتها من الاستمرار فى هذه القضية الصعبة التى ستفتح عليها الكثير من النيران ..!!

* وأقول تفسيرا لذلك ..ان تأجيل الجلسات هو إجراء اعتدنا عليه فى قضايا النشر الصحفى خاصة فى القضايا التى يكون فيها موقف الطرف الشاكى ( الحكومة ) ضعيفا، أو بسبب حدوث ضجة تؤثر سلبا على صورتها امام الرأى العام العالمى، فتوزع لمن يمثلها بالتغيب عن الجلسة او طلب التأجيل لاى سبب آخر فيضطر القاضى للموافقة، ثم تتعدد مرات التأجيل الى ان تموت القضية إكلينكيا .. ولكى لا أظلم أحدا، فان التأجيل يحدث فى بعض الأحيان بطلب من المتهم او لاتاحة الفرصة بواسطة القاضى لتسوية القضية خارج المحكمة ..!!

* وبما ان قضية الاستاذين الجليلين أثارت الكثير من الاهتمام العالمى فى وقت تتوجه فيه العيون بكثافة نحو الاقليم والسودان، بالاضافة الى الضجة التى رافقتها واحتشاد الصحفيين امام المحكمة واصرارهم على مؤازرة زمليهم واستاذيهم فى قضيتهم العادلة، فإنها فى الأغلب ستؤول الى نفس المصير الذى آلت اليه الكثير من قضايا النشر التى أخافت الحكومة فآثرت الانسحاب منها عن طريق التأجيل المستمر ..!!

* غير ان ليس كل تأجيل الهدف منه قتل القضية، بل انه فى كثير من الأحيان يكون للضغط على الصحفى او الكاتب خاصة إذا كان من الذين يكتبون بشكل يومى او منتظم ويتخذون مواقف صارمة ضد الحكومة للتأثير عليه وتخويفه بترك سيف القضية مرفوعا فوق رقبته اطول فترة ممكنة قبل البت فيها وذلك على طريقة المثل السودانى المعروف ( كتلوك ولا جوك وجوك )، وبما أن معظم الزملاء الذين يسخرون أنفسهم وأقلامهم للدفاع عن قضايا المواطنين فى وجه الظلم والفساد لا يخشون فى الحق لومة لائم ( ومارقين للربا والتلاف) فان مثل هذه الألاعيب لا تؤثر عليهم أو تفت فى عضدهم ..!!

* ونقول أخيرا .. لن تجد الحكومة ما تكسر به اقلام الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الشعب إلا ان تقضى على جميع مواطنى السودان ــ شارع شارع وزنقة زنقة وبيت بيت وفيصل فيصل وقراى قراى وزول زول..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] جريدة الاخبار، 30 مايو 2011