عبد اللطيف البوني

تبالغ ياود همام


تبالغ ياود همام
دولة قطر دولة أقل ما توصف به أنها دولة (تفتيحة) فقد تجاوزت حجمها الصغير وأصبحت ذات تأثير في السياسية الإقليمية والدولية بصورة لم تبلغ عشر معشارها دولة لا يأتي سكان ومساحة قطر عشر معشار سكانها ومساحتها. فمن قطر انطلقت قناة الجزيرة التي دوخت كل العالم عربه على عجمه هذه القناة أوضحت للعرب أن مايسمى بوزارات الإعلام يجب أن (يبلوها ويشربوا مويتها ). استطاعت قطر أن تقيم علاقات غير عادية بجملة متناقضات المعارضات العربية والحكومات العربية وأمريكا وإيران وإسرائيل وحماس وفيها قاعدة السيلية وعزمي بشارة. لقد بدا لي أن قطر أعطت كل متخذي القرار من منسوبيها الفرصة أن يعمل أي منهم في الاتجاه الذي يريد شريطة أن يصب في مصلحة قطر لذلك انطلقت الطاقات في جميع الاتجاهات فظهرت المتناقضات التي تبدو للناظر ولكن بشيء من التمعن نجد أن دولة قطر قد كبرت طولا وعرضا وارتفاعا بذلك، وأثبتت أن مصادر قوى الدولة ليس بالضرورة في الأرض والسكان إنما بأدمغة متخذي القرار.
أبلغ نجاح على دبلوماسية قطر وسمو مكانتها الدولية هو نجاحها في انتزاع فرصة تنظيم نهائيات مونديال 2022 من دول كبيرة وكبيرة جدا بيد أن هذا النجاح قد أغرى قطر للدخول في منافسة تجري مجرياتها في عش الدبايبر وهي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فترشح مواطنها ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لمنافسة العجوز السويسري بلاتر فلم ينهزم بن همام بالانسحاب المبكر ليفوز بلاتر بالتزكية إنما أصبح أسير تهمة أوقفته ولو مؤقتا من ممارسة نشاطه كرئيس للاتحاد الآسيوي وعضو في اللجنة التنفيذية للفيفا.
لا أدري كيف فات على قطر أن رئاسة الفيفا أهم منصب دولي في عالم اليوم ويكفي أن كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة السابق قال إنه يحسد رئيس الفيفا في استقلاليته ومصادر قوته وقدراته في التحكم في مجريات الكثير من أمور العالم المعاصر. ذات مرة طلب أوباما مقابلة بلاتر فطلب من سكرتيرته أن تحدد له موعدا على حسب برنامجه المعلن فكانت الفرصة بعد ثلاثة أشهر أما عندما طلب ساركوزي أن يقابله لمناقشة أزمة فرنسا مع الفيفا عندما تدخل البرلمان في شأن الاتحاد الفرنسي كان رده بأنه لا يعمل عنده.
إن كان الناس درجوا على وصف السياسيين بالكنكشة فإن قادة العمل الرياضي أكثر كنكشة وفي كل دول العالم وفي كل المؤسسات الرياضية الدولية ويكفي أن نشير هنا الى أن الفيفا منذ نشأتها في 1904 الى يومنا هذا تعاقب على رئاستها ثمانية رؤساء فقط بما فيهم بلاتر نفسه وبلاتر هذا دخل الفيفا في 1975 بدأها بمدير فني ثم أمين عام وفي عام 1985 أطاح برئيسه وولي نعمته البرازيلي هافيلانج وأصبح رئيسا للفيفا وقال إنه لن يبرح الكرسي إلا في عام 2022 أي في قطر نفسها.
والدليل على مكر بلاتر أنه أرخى جانبه لابن همام وفتح له الطريق ليتخلص له من منافسين آخرين أقوياء منهم ميشيل بلاتيني وعندما أصبح مواجها له رأسا برأس أخرج حكاية رشوة قطر لقادة الفيفا لكي يسمح لها بتنظيم نهائيات مونديال عام 2022 وأن ابن همام كان يقوم بدور الرايش أي الذي يسلم الرشوة وأن لديه ما يثبت ذلك ولكن في حالة انسحاب ابن همام فإن الطابق سيظل مستورا. فأصبح ابن همام في (الطريقة التخارجه) فانفرد بلاتر بالأمر وأخذ يصف في مجتمع كرة القدم بأنه مجتمع حيوي ومعافى ولديه القدرة على تصحيح أخطائه . إن ترشيح محمد بن همام لرئاسة الفيفا أعاد للأذهان قصة محاولة ود الفايد للزواج من الأميرة البريطانية الساحرة ديانا. فيا أيها الشرقيون إن هذا العالم محكوم محكوم.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]