هنادي محمد عبد المجيد

سيد شباب أهل الجنة”2″


سيد شباب أهل الجنة”2″
كان حب رسول الله ص لأبناء السيدة فاطمة الحسن والحسين مميزا ،كان رسول الله ص يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويتعثران ، فنزل رسول الله ص،من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال:{صدق الله تعالى[ إنما أموالكم وأولادكم فتنة] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما}وكان ص يمشي على أربع والحسن والحسين رضي الله عنهما على ظهره ويقول {نعم الجمل جملكما ونعم الحملان أنتما}وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يحضر مجلس رسول الله ص وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه، فلما دخل علي وجد عندها علما فسألها عن ذلك فقالت: “من ولدك الحسن “فتخفى علي يوما في الدار وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي، فأراد أن يلقي إليها فأرتج عليه، فعجبت أمه من ذلك ، فقال: لا تعجبي يا أماه فإن كبيرا يسمعني واستماعه قد أوقفني فخرج علي رضي الله عنه فقبله.وكان سيدنا علي يبعث بطالبي المسائل إلى الحسن ليجيبهم عن أسئلتهم التي أشكلت عليهم ، ومن ذلك أن كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن مسائل فلم يعلم معاوية واستغاث بالحسن بن علي وكانت أسئلة ملك الروم عن مكان بمقدار وسط السماء، وعن أول قطرة دم وقعت على الأرض، وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة، وعن ما لا قبلة له، وعما لا قرابة له، فقال :”أكتب، وسط السماء الكعبة، وأول قطرة دم وقعت على الأرض دم حواء، وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة أرض البحر حين ضرب موسى، وما لا قبلة له فهي الكعبة، وما لا قرابة له فهو الرب تعالى”وروي أن عليا رضي الله عنه كان في الرحبة فقام إليه رجل فقال: ياأمير المؤمنين أنا من رعيتك وأهل بلادك، قال علي:”لست من رعيتي ولا من أهل بلادي وأن ابن الأصفر بعث إلى معاوية بمسائل فأقلقته، وأرسلك إلي لأجلها” قال الرجل : صدقت ياأمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك خفية وهو أمر لا يعلمه إلا الله ، فقال سيدنا علي :”سل أحد هذين ، سل ذا الوفرة” وكان يشير إلى ولديه وقصد بذا الوفرة الحسن، فأتاه ، فقال له الحسن رضي الله عنه :”جئت تسأل كم بين الحق والباطل ، وكم بين السماء والأرض، وكم بين المشرق والمغرب، وما قوس قزح، وما المخنث، وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض، “قال الرجل: نعم، قال الحسن:” بين الحق والباطل أربعة أصابع، ما رأيت بعينك فهو الحق، وقد تسمع بأذنيك باطلا، وبين السماء والأرض دعوة مظلوم، ومد البصر، وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس، وقزح إسم الشيطان، وهو قوس الله وعلامة الخصب وأمان أهل الأرض من الغرق، وأما المخنث فهو الذي لا يدري أذكر أم أنثى فإنه ينتظر به، فإن كان ذكرااحتلم وإن كان أنثى حاضت، وبدا ثديها، وإلا قيل له بل فإن أصاب بوله الحائط فإنه ذكر وإن إنتكص بوله على رجليه كما ينتكص بول البعير فهو أنثى ، وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ، فأشد شيئ خلق الله الحجر وأشد منه الحديد يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد ، وأشد من النار الماء، وأشد من الماء السحاب، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب ،وأشد من الريح الملك الذي يردها، وأشد منه ملك الموت، الذي يميت الموت ، وأشد من الموت أمر الله الذي يدفع الموت،”فقام سيدنا علي وقبل ما بين عيني سيدنا الحسن رضي الله عنه.وعلى علمه كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم عبادة،وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه ،وإذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه فسئل عن ذلك فقال:” حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله، وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وقد حج خمسا وعشرين حجة ماشيا ، وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي النعل ويمسك الخف، وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقا.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]