عبد اللطيف البوني

لعنة النفط


لعنة النفط
قالها بوش الاب وهي انه سوف يرجع العراق الى العصر الحجري, لم يقل انه سوف يكتفي باخراج العراق من الكويت وبالفعل انجز بوش الابن ما وعد به ابوه اذ قام بغزو العراق بفرية ان لدى صدام اسلحة دمار شامل . مهما كان رأي الناس في صدام وطغيانه وال17 مليون صورة الموزعة له في طول البلاد وعرضها الا انه استطاع ان يحدث قاعدة صناعية حقيقية في العراق . امم نفط بلاده ولم يحول عائده الي بنوك سويسرا انما انفقه في بلاده فاخرجها من ربقة الدولة المتخلفة وكاد يلحقها بالنمور الاسيوية ولكن جرثومة حكم الفرد تعملقت في داخله فدخل في حربين مجنونتين لكنه خرج بعد حربه الاولى مع ايران صاحب جيش حديث عدة وعتادا الامر الذي جعل الغرب بتأليب من اسرائيل ان (يقبل ) عليه ويرجع العراق الى العصر الحجري كما هو حادث الان.. لقد استعاد الغرب كل بنس دفعه في نفط العراق, لابل اصبحت تحت وابل من الديون وكل بترولها تحت السيطرة هذا بالاضافة لما يسمى باعادة اعمار العراق الذي اصبح مأكلة جديدة للشركات الغربية..
نفس المشهد يتكرر الان مع ليبيا فالقذافي هو الاخر شقيق صدام في رضاعة الطغيان وحكم الفرد و شقيقه ايضا في التعمير والتدمير فقد امم النفط الليبي وانفق عائده في البنية التحتية على الاقل في سنواته الاولى فنقل ليبيا من العصر الحجري الي آفاق العصر الحديث بيد انه كان مبعثرا ومبعزقا للثروة الليبية من دعم اي معارضة في الدنيا الي صناعة القنبلة الذرية التي سلم عدتها فيما بعد الي النهر الصناعي العظيم الذي لايعدو ان يكون ترعة في الجزيرة المروية السودانية الى تعويضات لوكربي لكن رغم ذلك لم يتركه الغرب فها هو الان يحطم في ليبيا تحطيما شاملا تحت ذريعة محاربة القذافي وكتائب القذافي ولم يبق له ان يقول كباري القذافي ومصانع القذافي ومدن القذافي.. لقد رجعت ليبيا الي ماقبل العصر الحجري وبعد رحيل القذافي الذي سيكون في التوقيت الذي يريده الناتو سوف تجد ليبيا نفسها تحت وطأة ديون ما نزل الله بها من سلطان فكل غارة جوية بثمنها علما بان هذه الغارة تحطم في منشأة ليبية مدنية او عسكرية وكل الحسابات الخارجية التي تخص القذافي او غيره تحت السيطرة الان . فتماما كما حدث للعراق فان كل بنس دفعه الغرب في البترول الليبي سوف يستعيده والى اخر قطرة من ذلك البترول
دول الخليج الغنية بالنفط دفعت في حرب الخليج الاولى والثانية دم قلبها وهي الان تدفع في حرب ليبيا علما بانها اصلا تدفع في شراء المنتجات الاستهلاكية الغربية وتضع كل اموالها في بنوك الغرب وتتسلح من الغرب دون حاجة لذلك السلاح ورغم كل هذا سوف تأتي اللحظة التي يقوم فيها الغرب بعملية جرد حساب واذا وجدت ان لديها مالا من الغرب نظير شراء النفط سوف ترجعه عن يد وهي صاغرة
قديما قالها كيسنجر وهي ان هذا النفط ليس ملك العرب انما ملك البشرية عامة لانه تكون خلال ملايين السنين وملك الغرب خاصة لانه هو الذي اكتشفه وهو الذي استخرجه وهو الذي يستهلكه فاذا صادف ان كان فوق سطح ابار النفط خيام وإبل عربية فان هذا لن يعطيهم الحق في امتلاكه ومن ساعتها خطط في كيفية انتزاع عائد هذا النفط من لغاليغ العرب ومن المؤكد انه نجح
اذن ياجماعة الخير عليكم بمقولة الدجاجة الصغيرة الحمراء لمقابلة مقولة كيسنجر الفول فولي زرعته وحدي وحصدته وحدي وسآكله وحدي فالزراعة والدجاجة كل مايليهما من ثروات زراعية هي التي تقوم عليها النهضة . هذا المقال ليست مناسبته ذهاب بترول الجنوب فأصلا بترول السودان لم يكن بالكمية التي يمكن ان تقام عليها نهضة حديثة فهو حي الله مثل (ضنب الغنماية ) لايحاحي الذباب ولايستر عورة فقوموا الي زراعتكم يرحمكم الله ولكن بعد تطهيرها من الآفات البشرية.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]