عبد اللطيف البوني

مواسير محمولة عنقا


مواسير محمولة عنقا
عندما وقع لاعب الهلال الزيمبابوي سادومبا على تسجيل اسمه كلاعب في الهلال حملته الجماهير على الاعناق وطافت به هاتفة باسمه, استغرب الرجل من هكذا تصرف فقال في اول حوار صحفي معه في صحيفة من بلاده ان صوره وهو يوقع في الهلال وهو محمول على الاعناق وهو يتدرب لاول مرة مع الهلال ملأت الصحف السودانية في يومين فاق ما نشر له من صور في بلاده طوال عمره الرياضي وهو من هو هداف الفريق القومي ومحبوب الجماهير وصاحب لقب الفتى الذهبي .هذه واحدة اما الثانية فقد حدثت لوارغو لاعب المريخ الذي كان يلعب لفريق انييمبا النيجيري حيث حملته الجماهير على الاعناق واقيم له مؤتمر صحفي عالمي في فندق روتانا غطته كافة وسائل الاعلام الاقليمية والمحلية بينما كان الفتى ذو التسعة عشر عاما مندهشا لا بل عاجزا عن التعبير ويمكنك عزيزي القاري ان تتخيل ماذا كتب هذا الصبي لاهله وهو يجد نفسه في هذا الزخم الذي لم يحظ بعشر معشاره وهو في بلاده وربما لم يشاهده ولا في الاحلام . طيب , كلنا نعرف مردود وارغو في المريخ ومردود سادومبا فان كان الاول اخفق فان الزيمبابوي قد نجح الي حد كبير . وما حدث لهذين اللاعبين تقريبا حدث لكل اللعيبة الاجانب الذين احترفوا في الهلال والمريخ ومعظمهم ان نقل كلهم طلعوا (مواسير) بلغة اهل الكرة.
بالامس القريب وبعد نهاية الدورة الاولى من الدوري الممتاز الذي تصدره المريخ وبدون بطولة العلامة الكاملة التي اخترعها الاعلام المريخي خرج مدرب المريخ حسام البدري من كل الاعراف الرياضية وغير الرياضية عندما قدم استقالته عبر زميله عماد النحاس واغلق جواله وهو في كندا ولما هاجمه الاعلام السوداني لابل اداريي المريخ قالوا فيه مالم يقله اعلام النادي القاهري في الحضري عندما هرب الي سويسرا وتم التلويح له بالشروط الجزائية تراجع عن استقالته ورجع لتدريب المريخ وقررت الادارة العفو عنه وفي اول تمرين ظهر فيه حملته الجماهير على الاعناق (اي والله العظيم هكذا اوردت احدى الصحف المريخية ) وبالامس القريب ايضا تعاقد رئيس نادي الهلال مع اللاعب الكاميروني اتوبونغ الذي يلعب للاتحاد السكندري وبمبلغ خرافي للنادي وللاعب ووكيله كما في حالة وارغو ومن القاهرة ناشد رئيس الهلال جماهير الهلال (الوفية) استقبال اللاعب من المطار وزفه من هناك لمكاتب الاتحاد من المطار مباشرة وهذا يعني ان السيد عفوا الكابتن اوتوبونغ موعود بفسحة كبيرة ممتطيا الاعناق السودانية.
الحمل على الاعناق ليس بدعة في عالم الرياضة وان بدأ ينقرض ولكنه عندما كان مشاعا كان يحدث تحت انفعال حقيقي كما في حالة نهاية مباراة لم يكن النصر متوقعا فيها او مباراة كاس او لاعب احرز هدفا اسطوريا ولكن ان يُحمل على الاعناق لاعب لم يلعب اية مباراة مع فريقه الجديد او مدرب كحالة البدري فان هذه بدعة يسأل عنها الاعلام الرياضي والاداريون المولعون بفلاشات الكاميرات واهم من كل هذا التنافس غير المرشد بين الناديين الكبيرين والظاهرة في تقديري تحتاج الى وقفة لانها مسيئة للشخصية السودانية وبالتالي لابد من اقتلاعها بالطبع ليس بالقانون لان هذا عمل طوعي او قد يكون مأجورا ولكنه في النهاية اختياري فعلى الذين يقفون خلفه ان يتقوا الله في سمعة هذا الشعب.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]