زهير السراج

نساء .. كالأسود الضارية ..!!


نساء .. كالأسود الضارية ..!!
* أخوات القرشى لم يلطمن ولم يهلن التراب على رؤوسهن ولم يذرفن الدموع إلا سرا، وكن إذا رأين لاطمة أو نائحة أو مولولة أمسكن بها برفق وطلبن منها الصبر الجميل، فالقرشى واخوانه لم يقتلوا ولم يموتوا ( بل أحياء عند ربهم يرزقون)، أو كما قال الأديب والشاعر المصرى الرائع خالد الطبلاوى عن الشهيد:

مَا أَجمَلكْ
وَدَوائرُ الوِلْدَانِ حَولَكَ يُنشِدُونْ:
“مَن ماتَ مَوتَكَ مَا هَلَكْ”
وَأَكُفُّهُمْ فِيها الأَبارِيقُ الَّتي مُلِئَتْ مِنَ العَسَلِ المُصَفَّى
وَالملائِكُ يَسْبَحُونَ يُسبِّحُونَ
وَجَنَّةُ الفِردَوسِ تَرنُو مِن مَناراتِ العُلا
وَتقولُ شَوقاً: هَيْتَ لَكْ

* واخوات القرشى اللائى لم يلطمن بالأمس اعتدادا بالشهيد وتحريضا للشباب للاقتداء به، يدخلن اليوم معركة دفع الظلم وتحريض الشعب على الثورة وعدم الخنوع للظالم، ويأبين أن يعتذرن أويخضعن للتهديد والوعيد، ويواجهن المحاكم بكل شجاعة وإباء وشمم وشموخ .. ويثبتن أن راية السودان قد نسجت من شموخ النساء وكبرياء الرجال، كما قال الفيتورى فى رائعته التى صدح بها الهرم العملاق محمد وردى ( عرس السودان):

في زمن الغربة والإرتحال تأخذني منك وتعدو الظلال
وانت عشقي حيث لا عشق يا سودان إلا النسور الجبال
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجة
من شموخ النساء وكبرياء الرجال

* كان للشهيد للقرشى قبل استشهاده خمسة اخوات وثلاثة اخوة من صلب الوالدة الحنونة ( عائشة ادريس ابراهيم)، وفى لحظة من لحظات المجد التى لا تنسى أبدا وجدت عائشة نفسها أُما للملايين، وبدل الخمسة اخوات صار للشهيد ملايين الاخوات اللائى يحملن الراية ويخضن بها لهيب المعارك ولا يكتفين فقط بغزل مناديل الحرير للحبيب الغائب:

اذا ردد القوم لحن الفدا
وثبنا سراعاً وكنا صدى
وسرنا صفوفاً نلاقي الردى
ولو كان حوض الردى موردا
أعاهد قومي وهذي يدي
على أن أذود وأن أفتدى
حماي المقدس من مولدي
حرام به قدم المعتدى

* هكذا ستصدح اليوم فى صمود ستخلده الاجيال ويتغنى به الرجال قبل النساء، أمل هبانى وفاطمة غزالى وهما تقفان امام المحكمة دفاعا عن الشرف السودانى الذى يحاول البعض ان يمرغه فى التراب وهو لا يدرى ان النساء يدافعن عنه قبل الرجال، وان المرأة السودانية التى يعتقد البعض انها مخلوق ضعيف هى اسد هصور رغم ما يبدو عليها من رقة وجمال، وأن حق صفية اسحاق لن يضيع أبدا .. وإن غدا لناظره قريب ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] صحيفة الأخبار – 2011/6/12