زهير السراج

الساكت عن الحق شيطان أخرس ..!!


الساكت عن الحق شيطان أخرس ..!!
* رغم خلافي الفكري العميق مع حزب التحرير إلا ان ذلك لا يمنعني من إدانة العنف الذي تعرض له أنصاره ومؤيدوه من أجهزة مكافحة الشغب واعتقال بعض أعضائه بلا مبرر قبل خروج المسيرة التي أعلن عن تنظيمها تأييدا للقوات المسلحة السودانية ، بل منعت الحافلات التي تقل أنصار الحزب من الوصول الى مقر الحزب وما رافق ذلك من ضرب بالهراوات واستخدام الغاز المسيل للدموع والقسوة الشديدة مع المواطنين، وهو ما يتنافى مع أبسط حقوق الانسان ويشكل انتهاكا واضحا للدستور السوداني الذي يضمن في المادة ( 40) حق التجمع السلمي .

* فوق ذلك، فان الحزب اتبع كافة الاجراءات القانونية لتنظيم المسيرة، حيث قام باخطار كافة الجهات الرسمية والأمنية بها ولم يصله أي اعتراض عليها من أية جهة، مما يعتبر صكا بالموافقة، وبناء على ذلك قام الحزب بحملة تعبئة لأعضائه ومؤيديه بمن في ذلك الشيوخ والنساء اللائي اصطحبن أطفالهن باعتبار إن المسيرة سلمية لدعم القوات المسلحة وان الحزب قد حصل على موافقة الجهات الرسمية لتنظيمها، خاصة ان المسيرات السلمية التي نظمت قبلها بواسطة بعض القوى الشعبية المنتمية للحزب الحاكم لنفس الهدف قد جرت في هدوء تام وتنظيم دقيق ولم تعترضها أية جهة، بل وفرت لها الحكومة كل سبل الراحة والتنظيم من قفل بعض الشوارع الرئيسية في وجه حركة المرور العادية وتوفير عدد كبير من عربات المرور وقوات الشرطة لتسهيل حركتها، وتوفير الماء البارد والسندوتشات لعدد ممن شارك فيها، ولقد جاء بعضهم للمشاركة في مسيرة حزب التحرير بناء على تلك ( الراحة )، إلا انهم فوجئوا بشرطة مكافحة الشغب والهراوات والغازات الحارقة بدلا عن السندوتشات والماء البارد، وهو ما يجعل أي إنسان عادل يتساءل .. لماذا تسمح الحكومة للبعض بتنظيم المسيرات وتمنع الآخرين بل تذيقهم ضربا وغازات سامة ومعاملة وحشية .. ( أحلال على بلابله الدوح، حرام على الطير من كل جنس)، ام ان البلد وقواته المسلحة حكر للمؤتمر الوطني وعضويته ؟!

* ان ادانة ما حدث من عنف واستخدام للهروات والغاز السام مع مسيرة حزب التحرير وعضويته، ليست فقط مسؤولية مهنية أو دستورية وقانونية، ولكنها في المقام الأول مسؤولية دينية واخلاقية باعتبار ان العدل الذي هو أساس الحكم السليم والمجتمع السليم يستوجب معاملة الناس بالتساوي، اما التمييز فهو الذي يقود للفساد والغبن والكراهية والهلاك، وقديما قالها رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ..( انما اهلكت الأمم من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد).

* لقد حان الوقت لكي يمارس الجميع (حقوقهم الدستورية) بشكل فعال بلا خشية او تردد من ( بونبان أو هراوات) حتى يتحقق العدل للجميع، بما ذلك التظاهر والاضراب واللجوء الى القضاء ( مهما كان للبعض رأي في حياده ) لمواجهة صلف الحكومة وتمييزها، اما اذا انتظروا الحكومة لتمنحهم هذه الحقوق، فلن يحصدوا غير السراب والمذلة ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] الاخبار، 15 يونيو 2011