عبد اللطيف البوني

شعبنة هيكل الخرطوم

شعبنة هيكل الخرطوم

في أمسية الجمعة الماضية شاهدت الحلقة التي بثتها فضائية النيل الأزرق عن المخطط الهيكلي ربع القرني لمدينة الخرطوم.ورغم أن إدارة الحلقة كانت (مش ولابد) إلا أنها أعطت الهدف منها وهو التعريف بمفهموم وفكرة المخطط الهيكلي الذي هو (الماستر بلان) لتطوير الخرطوم العاصمة وأي منشأة جديدة ينبغي أن تتوافق مع هذا المخطط . وفي تقديري أن هذه أنجح محاولة يقوم بها العاملون على الهيكل لشعبنته أي جعله أمرا شعبيا وأتوقع أنه إذا تمت هذه الشعبنة سوف يتدافع المواطنون لأخذ الخرط والتصورات المتعلقة بمناطقهم وحرفهم الفردية في المخطط لكي يكيفوا مستقبلهم السكني والمهني عليه، فالجهد الشعبي هنا لا يقل أهمية عن الجهد الرسمي لا بل ينبغي لرسميي الولاية أن يراهنوا على شراكة المواطن لأن هذا سوف يوفر الكثير وبمثل هذه الحلقات سوف تتحقق الشراكة.
في الحلقة استوقفتني أسئلة الأستاذ فتح الرحمن الشبارقة التي جاءت في نهاية الحلقة ولعلها استوقفت الأخ الوالي والوزير أيضا وليتها كانت في بداية الحلقة ففتح الرحمن سأل كيف يمكن أن نفكر في هكذا مستقبل بعيد (ربع قرن) في ظل الأزمات التي تحاصر الولاية حتى المياه في أزمة وفي ظل عدم الاستقرار السياسي (انتو حا تقعدو ربع قرن من الزمان ؟) أو هكذا سأل . إن الأزمات الحالية سببها عدم وجود التخطيط . وكما جاء في الإجابة فأن الميزانية التي سوف ينفذ بها المخطط هي ميزانية التنمية ، فحل المشكلات الآنية آنيا يأتي من ميزانية التسيير وهذا تقسيم جيد ولكن الأهم يبقى كيف يمكن إبعاد هذا المخطط من السياسة ؟ أي لا نجعله مرتبطا بالحكومة أيا كانت ولا بحكومة الولاية أيا كان شكلها ولونها؟؟؟
الأمر الذي ينبغي التأكيد عليه هو أن المخطط ليس عملا ايديولوجيا ولم ينتجه فكر سياسي بل فكر إداري محايد وبحت فالشركة الإيطالية (مفت) ليست كوزة أو شيوعية أو أنصارية (يا ربي ممكن تكون فيها شوية ختمية ؟) فهي ذات الشركة هي التي وضعت مخطط عام 1972 ويومها كانت مايو التي بين الحمرة والبنفسجية هي الحاكمة .فإذن هذا المخطط ليس له علاقة بالسياسة والمهندسين القائمين عليه هم تكنوقراط سودانيون مثلهم مثل الأطباء والمعلمين والضباط ف(حكومات تجي وحكومات تفوت ) ويظل المخطط قائما فالحكومة وهي بالطبع مؤسسة سياسية تقدم للمخطط على حسب إمكانياتها وقناعتها فقد يأتي وال بعد دكتور الخضر ومن ذات حزبه ولا يقدم للمخطط مشاريع كبيرة كالجسور والأنفاق والمسطحات الخضراء لكن أي عمل تنموي يقوم به ينبغي أن يكون وفقا للهيكل حتى ولو كان صالون حلاقة إلا والمهندسون والإداريون سوف (يشبون له في حلقه) ويقولون له إنك خالفت المرجعية أو هكذا ينبغي أن يكونوا وهذا هو التحدي الذي سوف يواجه الهيكل أي تجريده من أي ظلال سياسية وشعبنته .
ويلا غنوا كلكم ) هيكل الخرطوم( بدلا أو مع (سنتر الخرطوم) وسأبدا لكم )شوف هيكلنا يا عوض دكام /سمحة خرطتنا يا عوض دكام/ غربية صورتنا يا عوض دكام / شوفو ناس طوكيو وشوفو بيرمنغهام(.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]