عبد اللطيف البوني

اللاءات الثلاثة


اللاءات الثلاثة
هوية السودان هل هو بلد إفريقي ؟ أم بلد عربي؟ أم إسلامي؟ هذا السؤال الذي يبدو أنه نظري ويقع في خانة الترف الأكاديمي إلا أنه أرهق السودان وأخذ الكثير من وقته وطاقاته ولن نبعد النجعة إذا قلنا إن الإجابة عليه هي التي أدت الى اشتعال الحروب فيه فقادة الرأي بوعي أو بدون وعي انجرفوا في مسألة الهوية وتركوا التنمية وكل ما يؤدي الى الاستقرار فأصبح السودان هو بلد متنازع الهوية الأمر الذي وضعه تحت مرمى نيران صناع الاستراتيجيات الدولية إذ أخذوا يخططون لتشكيله من جديد وهذه المخططات الدولية تجد استجابة سلبا أو إيجابا من بعض بني السودان.
لسد الطريق أمام المخططات الدولية لابد من عمل داخلي ضخم وشجاع وواعٍ لإغلاق ثغرة النزاع الهووي السوداني يتم ذلك تأسيسا على التجربة المريرة التي مر بها السودان خلال مسيرته من يناير 1956 الى سبت التاسع من السابع 2011 . . إن هذه المراجعة تبدأ بطرح سؤال الهوية لتجاوزه نهائيا بقدر الإمكان ففي تقديري أن السودان ليس عربيا ولا إفريقيا ولا إسلاميا بالمعنى الهووي . نعم السودان لغته الرسمية والشعبية قبل التاسع من السابع هي العربية وبعد التاسع من السابع أصحبت العربية أكثر تمكنا . نعم السودان يتوهط في قلب إفريقيا وهذا الوضع لن يؤثر فيه سبت التاسع من السابع . نعم إن غالبية سكان السودان مسلمون وبعد التاسع من السابع أصبح سكانه معظمهم مسلمين ولكن كل هذا ليس مبررا لصراع الهوية ولايبرر استخدام الدين لأهداف سياسية.
بربكم ماذا نستفيد من الانتماء للأمة العربية؟ وما فائدة هذه الأمة لنفسها؟ وماهي نظرتهم لنا؟ وأين وصلت قضية العرب المركزية (فلسطين( ؟ وماذا استفدنا من التشدق بانتمائنا العربي منذ أن ربطنا محمد علي باشا بالشرق الأوسط ؟ أما عن إفريقيا فهي قارة وليست حضارة فالجغرافيا وحدها لا تصنع الهوية . أما الأمة الإسلامية فأين تتمظهر ؟ هل في السعودية أم تركيا أم ماليزيا أم مصر؟ أين موقعنا نحن من هذه التجارب ؟ نحابي السعودية ونتقرب الى تركيا ونعجب بماليزيا .بعضها صديق علني لإسرائيل وبعضها صديق خفي ونحن وحدنا نتحنبل . أن نكون مسملين يكفينا عن كوننا إسلاميين.
إن هذه اللاءات الثلاثة لا تعني أننا ندعو لعزلة مجيدة أو غير مجيدة لأنه ليست لدينا إمكانيات العزلة إنما الدعوى للدخول للعالم من حولنا بدءاً من محيطنا الإقليمي وانطلاقا نحو بقية الكون تأسيسا على مصالحنا كسودانيين ولاشيء غير مصالحنا ولاحاجة لنا لأي رافعة أو دافعة أيدلوجية وهذا يبدأ بتمزيق دوائر الانتماء الثلاثة الموجودة في دستورنا وفي تنظيم وزارة خارجيتنا وبالتالي انعكست على سياستنا العملية فلسنا عربا ولا أفارقة ولا إسلاميين فنحن نسيج وحدنا وكل هذه الانتماءات الثلاثة ذابت فينا وحصاد هذا التمازج هو السودان فلا داعي بعد الآن لطرح السؤال من نحن والي من ننتمي؟ نحن سودانيون وننتمي لهذا السودان وهويتنا هي السودان ( والزراعنا غير الله اليجي يقلعنا) ولننصرف لما يفيدنا في معاشنا وفي معادنا . هذه السودانوية لديها هي الأخرى متطلبات ينبغي أن تنعكس على دستورنا والقوانين الصادرة عنه وشكل دولتنا وسياستها الداخلية والخارجية وغدا إن شاء الله نواصل.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]