عبد اللطيف البوني

الحكاية كبيرة


الحكاية كبيرة
التصعيد الاخير الذي بدأ باطلاق الجيش الشعبي للنار على جيش الشمال المنسحب من ابيي في مايو المنصرم ثم رد الفعل القوي من جانب الشمال باحتلال ابيي وكل شمال بحر العرب ثم اطلاق الفريق عبد العزيز الحلو للنار في كادوقلي في الخامس من يونيو سواء كان ذلك ناتجا من الاحتقان الانتخابي او رد فعل لقرار الحكومة بانهاء وجود الجيش الشعبي باعجل ما تيسر ثم رد ة فعل الشمال المتمثلة في تدجيج جنوب كردفان بالسلاح كل هذا وضع علاقة الشمال والجنوب في اعلى نقاط توترها منذ توقيع اتفاقية نيفاشا
بعد مجيئه للخرطوم وتحادثه مع البشير بجانب النافورة والعرق يتصبب منهما ثم محادثاته مع علي عثمان منفردا بناء على طلب الاخير طار رياك مشار الي الولايات المتحدة ليتحدث هناك عن التطهير العرقي في جبال النوبة والابادة الجماعية في ابيي وبالتالي ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذا الامر ثم بعد محادثاته المغلقة وربما المتعثرة مع البشير في اديس اببا طار سلفاكير الي نيروبي في زيارة ليوم ونصف رشح منها ان هناك ميناء جديدا في كينيا سوف يتم تدشينه قريبا لاستعمال دولة الجنوب و(كمان) اثيوبيا التي سيكون لها جنود لحفظ السلام في ابيي بالمناسبة معظم اثيوبيا ومناطق من جنوب السودان اقرب لهما بورتسودان من الميناء الكيني الجديد والخاص ولكن يبدو ان الامور مترتبة من بدري على العموم خلوا بالكم من كينيا واثيوبيا وكيف سوف سيتفيدان من ميلاد دولة الجنوب الجديدة وفي نفس الوقت راقبوا ردة فعل يوغندا وارتيريا عسى ولعل ان يجد السودان القديم طريقه وسط هذه التقاطعات
هذا الفيلم الذي بدا باطلاق نار من عقيد في الجيش الشعبي على الجيش الراحل من ابيي والذي انتهى بالميناء الكيني الجديد يلفت نظرنا الى انه ليس في الامر اية مصادفة انما كل الامور مترتبة جيدا فدولة الجنوب الجديدة لن تتقارب مع الشمال حتى ولو اراد الجنوبيون ذلك الا بالمناسبة اين اولاد قرنق ؟ (من زمان ما قلنا ليكم اولاد قرنق ديل ناس وحدة ) ان دولة الجنوب المرتقبة والتي تم التخطيط لها من بدري ومن (كبانيات) كبيرة وقام السودانيون فيها بدور القابلة هذه الدولة مصممة لكي تنهي العلاقة بين الغابة الافريقية والصحراء الكبرى هذه الدولة مطلوب منها ان تقطع التواصل بين شمال افريقيا وجنوبها وليس شمال السودان وجنوبه فقط
اصحاب نظرية الجسر التي فحواها ان السودان سيكون جسرا بين العروبة والافريقية او جسرا لنقل الثقافة العربية الي افريقيا او العكس مدخل لتغريب العرب عليهم ان يعلموا الان ان هذا الجسر قد انهار فدولة الجنوب على حسب المخططين لها ان اللسان العربي سوف ينقطع فيها نهائيا وتوجهها سيكون شرق افريقي وليس شرق اوسطي . يبقى السؤال هل سوف ينجح هذا المخطط ؟ بعبارة اخرى ماهي فرصه في النجاح وماهي العوامل التي تقعد به ؟ ليس هناك شئ كامل في الدنيا فكثيرا ما يحصد اصحاب البدايات نهايات تختلف تماما عن ما خططوا له فمثلا عندما اقتطع الفرنسيون تشاد (السودان الفرنسي) كانوا يظنون انها سوف تكون ابعد ما تكون من التعريب لابل مدخلا للفرنسة ولكن جرت الرياح بغير مايشتهون ولكن يبدو ان الشغلانة في الجنوب كانت مكربة وجاءت بعد طول تخطيط والله اعلم

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]