زهير السراج

حدث في مستشفى الأمل ..!!


حدث في مستشفى الأمل ..!!
* قبل بضعة أيام هدد أحد الأشخاص وهو يحمل جالون بنزين وعلبة كبريت وسكينا بحرق مباني إدارة المعاشات وقتل كل من يقترب منه ثم الانتحار احتجاجاً على عدم صرف مستحقاته المالية، وقال الرجل للشرطة بعد القبض عليه أنه خدم بالقوات النظامية مدة 7 سنوات قضاها كلها بمناطق العمليات وتقاعد بالمعاش وظل يطالب بحقوقه لعدة شهور دون أن يحصل عليها.

* هذه قصة واحدة من بين عشرات بل مئات القصص التى نسمعها كل يوم عن ضحايا الفصل والتشريد التى لم تعد تثير اهتمام أحد حتى لو حملت الكثير من الدراما مثل القصة أعلاه ..!!

* ولكنني أستحلفكم بالله أن تقرأوا القصة التالية التي يرويها لنا أحد اختصاصيي المختبرات الطبية لتروا مدى الدمار الذي أصاب الخدمة المدنية في بلادنا وما يجده المواطن السوداني من ظلم وتشفي:

* تم تعييننا ( 24 شخص) فى 1-4-2007 من بين ألف متقدم خضعوا لامتحان تحريري وآخر شفهي. لم نوقع على أي عقد أو ورقة. قالوا لنا ان مرتبنا 900 ألف ثم فجأة تم خفضه لـ 800 بحجة أن هناك حملا زائدا على ميزانية المستشفى، وبعد سنتين تقريبا وما قيل انه هيكلة للمستشفى ارتفع لحوالى 1200 ودام ذلك لمدة شهر واحد فقط ، بعدها انخفض مرة أخرى لـ 800، ثم حدثونا عن إعادة هيكلة، ثم قالوا ان لجان الهيكلة فرغت من عملها، وأن مرتباتنا الجديدة قيد التصديق النهائي، ولكن لم يحدث شيء. استغرقت هذه الأحداث أكثر من أربع سنوات، زاد خلالها عدد العاملين بالمختبر إلى أكثر من 40 بعد أن أضيف إليهم بواسطة إدارة المستشفى؛ زملاء تحت مسمى (تعيين مؤقت) يتم ايقافهم وتعيينهم من جديد كلما قاربت فترتهم من المدة القانونية ( 3 أشهر) التي تعطيهم الحق في التعيين الثابت، والحصول على استحقاقاتهم المالية كاملة خلال فترة العمل، او بعد ترك العمل. فجأة وبدون سابق انذار بدأنا نسمع بأن هذا العدد ضخم، وان الادارة تريد تقليصه، ثم خرجت علينا الإدارة بأنه سيكون هنالك امتحان إعادة تقييم لكل العاملين بالمعمل، فرفضنا وكان مصيرنا الفصل فى ابريل الماضي، ثم اخذوا يماطلون فى دفع حقوقنا رغم انهم وضعوا لنا مرتبا أساسيا بمزاجهم لم نعلم به الا بعد الفصل لتقليص حقوقنا المالية، وحتى شهادة الخبرة لم نحصل عليها إلا بعد معاناة، وكتبوها لنا فى عشر كلمات فقط ليس لها معنى كي لا نستفيد منها فى العثور على عمل في جهة أخرى، والى الآن لم نحصل على حقوقنا ولا ندري ماذا سيحدث ..!!

* حدثت هذه القصة أيها السادة في مستشفى الأمل !

زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] الاخبار، 29 يونيو 2011