عبد اللطيف البوني

قولوا إن شاء الله خير


قولوا إن شاء الله خير
برزت اتفاقيتان في صراع الشمال والجنوب الذي رزئت به البلاد طوال عمرها الوطني, الاولى اديس اببا التي وقعها النميري مع جوزيف لاقو قائد قوات الانانيا في عام 1972 وبموجب هذه الاتفاقية منح الجنوب الحكم الذاتي وتم دمج جيش الانانيا في الجيش الوطني وكان من بين المدمجين الضابط جون قرنق وتم تسريح البعض بعد منحهم وظائف مدنية استمرت الاتفاقية لمدة عشر سنوات وكانت اجمل سنوات نميري من حيث السلام والتنمية . دخلت العلاقات الشمالية الجنوبية مرحلة واعدة وبدأت الثقة تدب بين الطرفين ولكن الصراعات الجنوبية جنوبية داخل الحكومة في جوبا ادت الى ان يقوم نميري بايعاز من جوزيف لاقو الي تقسيم الجنوب الى ثلاث ولايات ومن ثم اندلعت الحرب الاهلية مرة اخرى وكان هذا في مارس 1983 وذلك بظهور انانيا ون ثم انضم اليها جون قرنق وحولها الى الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها هو الجيش الشعبي لتحرير السودان الاتفاقية الثانية التي اوقفت الحرب الثانية بين الشمال والجنوب هي اتفاقية نيفاشا التي وقعت في 2005 وقد اوقفت حربا شرسة وانتهت نيفاشا الان الى تقسيم البلاد الي سودانين جنوبي وشمالي وبين يدينا الان اتفاقيتي اديس اببا اللتين وقعتا في اواخر يونيو المنصرم الاولى مع الحركة الشعبية الجنوبية حول ابيي والثانية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول جنوب كردفان والنيل الازرق ويمكن اعتبارهما امتدادا لنيفاشا . نتوقف اليوم قليلا عند اتفاقية اديس اببا الخاصة بالحركة الشعبية الشمالية اي جنوب كردفان والنيل الازرق لنرى هل هي اقرب الي اتفاقية اديس اببا التي وقعها النميري مع جوزيف لاقو ام اقرب لنيفاشا التي وقعتها الانقاذ مع قرنق ؟ بعبارة اخرى هل ستفضي الى انفصال المنطقتين ام الى حرب جديدة ام الي سلام دائم؟ اتفاقية اديس التي وقعها نافع مع عقار تقضي بحق الحركة الشعبية مواصلة نشاطها السياسي بالشمال شأنها شأن اي حزب سياسي اخر ثم وقعا اتفاقية جانبية بين الحركة والمؤتمر يقضي بمشاركة الحركة في الحكومة القادمة, المعلوم ان الشراكة اصلا قائمة في الاقليمين ولكن الجديد في ان الشراكة سوف تصل المركز . نصت الاتفاقية على وجود جيش وطني واحد فهذا يعني دمج الجيش الشعبي في الجيش الوطني وتسريح البعض بعد تمدينه . نصت الاتفاقية على اجراء المشورة الشعبية التي يراها الوطني للتعبير عن درجة من درجات الرضا عن ما انجزته اتفاقية نيفاشا ويرى عقار انها مفضية للحكم الذاتي وكان قرنق يراها (جنى صغير بتاع تقرير مصير) عليه ومن ناحية نصوص بحتة فان اتفاقية نافع وعقار اقرب لاديس اببا 1972 لانها انهت وجود الجيش الاخر واقل منها لانها لم تنص على حكم ذاتي للمنطقتين كما انها حفظت للحركة الشعبية اسمها وهذا حق دستوري لاتباعها والاهم انها هدفت الى ايقاف الحرب في الجبال ومنعت قيامها في النيل الازرق وبالتالي في تقديري ومن حيث النصوص الواردة فيها لايوجد اي مبرر لرفضها اللهم الا اذا كانت هناك تخوفات من مسيرة التطبيق واستدعاء للتاريخ واصطحاب عدم الثقة الذي اصبح من الثوابت وهذه اشياء دواؤها يوجد في صيدلية اخرى.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]