جعفر عباس

صيد الجواري والخوف من الحواري

صيد الجواري والخوف من الحواري
مازلت في اقتراح الكويتية سلوى المطيري الداعي الى السماح بفتح مكاتب لجلب الجواري في الكويت ليشتريهن ذوو الاستطاعة المالية، فتصبح الواحدة منهن ملك يمين من يشتريها، والغاية الأساسية من الفكرة هي أن من حق المشتري ان يعاشر الجارية معاشرة الأزواج، وبالتالي – بحسب نظرية سلوى – تصان الأخلاق لأنه لن تكون هناك حاجة الى علاقات محرمة بين الجنسين.. طيب يا ستي: سعر الجارية المقترح من جانبك 2500 دينار يتقاضاها التاجر، وفوقها 2000 دينار تعطي للجارية بعد ان تجتاز فترة الاختبار البالغة خمس سنوات (حتى طائرة إيرباص التي تشتريها بـ500 مليون دولار لا تعطي ضمانا مدته خمس سنوات).. طيب: أين هنا حماية الفضيلة؟ فجملة المبلغ المطلوب للجارية الواحدة كاش داون هي 16345 دولارا أمريكيا!! كم كويتيا يملك مثل هذا المبلغ؟ ولو افترضنا أن 90% من رجال الكويت يملكون ذلك المبلغ مدخرات فلماذا لا «يجيبوها من قاصرها»، ويستخدمونه للزواج للمرة الأولى أو الرابعة؟ وعرفنا وقبلنا أن الأغنياء يستفردون بالسيارات الفيراري واللامبرغيني والرولز والقصور وينفقون كما يشاؤون على التجميل وشفط الدهون والسياحة، فهل تريد الست سلوى ان تجعلهم مميزين عن بقية خلق الله حتى في العلاقات الحميمية.. أعني أن بإمكان الفقير ورقيق الحال ان يفوز بزوجة أجمل وأطيب من زوجة المليونير فلان الدولاري، وبالتالي لا نسمع عن شكاوى من عامة الناس (وهم في غالبيتهم ليسوا من الأغنياء) بأن نساءهم أقل شأنا من نساء الأغنياء، بمعنى أنهم راضون وقانعون بنصيبهم، ولكن الفقر والعوز ورقة الحال هي التي تحرم الرجل والمرأة من الزواج، وبالتالي يا ريت تعدل سلوى التسعيرة بحيث تكون الجواري بسعر الكلفة وفي متناول من لا يملك المهر وأجرة الصالة والطقاقة والكوافير والهدايا (المجوهرات).
وعلى افتراض أن سلوى ستستجيب لرجائي بإعادة النظر في التسعيرة – لأن الغاية من اقتراحها هي حماية الفضيلة – فإنني سأقترح عليها سبل الحصول على الجواري بأقل الأسعار بحيث لا يتعرض مشروعها لخسائر بل يحقق أعلى الأرباح: أول وسيلة هي أن تقنع سلوى جيوش تسع أو تسع عشرة دولة عربية بغزو إسرائيل، واحتلالها ثم سبي نسائها ثم بيعهن في سوق الحراج.. ولكن – لأن قلبي على سلوى والعرب عموما – اقترح عدم الشروع في الغزو إلا في نحو عام 3021، لأن أي حركة (كده وللا كده) في الظروف الراهنة ضد اسرائيل لن تنتهي بجعل نسائها «جواري» لنا، بل بجعل مدننا «حواري» يهودية، ويقضي أحفادنا مئات السنين وهم يطالبون بإزالة المستوطنات في الرباط وأربيل وبورت سودان.. والوسيلة الثانية هي التعاون مع عصابات خطف الفتيات في أوروبا لتوريد بنات ذوات مواصفات عجرمية من بلدان البلطيق الفقيرة مثل استونيا ولاتفيا وليتوانيا (هناك عصابات طبية تستورد كلاوي من هذه الدول لذوي الفشل الكلوي الميسورين.. ويكون ذلك غالبا بخطف المشردين ومدمني المخدرات والكحول وتخديرهم ثم تجريدهم من إحدى الكليتين وأحيانا كلتا الكليتين).. والوسيلة الثالثة هي الشراء.. نعم فكم سمعنا عن فقير آسيوي باع طفله نظير نحو 50 دولارا، وقد سبق لي الكتابة عن السيدة اللبنانية التي اعتقلتها الشرطة مع زوجها بعد ان اتضح انها انجبت ست مرات وباعت اطفالها فور ولادتهم بمساعدة طبيب وكان نصيبها عن كل طفل نحو 300 دولار أي نحو 33 دولارا عن كل شهر حمل من الأشهر التسعة.. وقياسا على هذا فإن سعر بنت لهلوبة ولكن من أسرة آسيوية فقيرة ستكون في حدود 500 دولار.. لم أقل «إفريقية» لأن سلوى تتحسس من ذوي البشرة السمراء (ولله الحمد) كما سنرى في مقالنا التالي.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]