أبعدوا لينا من الجماعة ديل ..!!
* بل انظروا كيف يستخف به زميله المستشار الرئاسي ويشرع فى عملية ابتزاز واضحة المعالم والقسمات مستغلا تلك الوثائق الرسمية ليحصل على بعض المال من وكيلة وزارة المالية التى صدقت بمبلغ علاج ابن الوزير بالخارج .. ترى لو كان وزير المالية هو شخص آخر غير الوزير الحالي المسكين ومن جهوية أخرى غير التي ينتمي إليها هل كان المستشار الرئاسي يجرؤ على مجرد التفكير فى ابتزازه، دعكم من القيام بالابتزاز بهذه الطريقة القبيحة الواضحة، وهل كان كل من حمل طاره ليوقظ به أهل الحي على فضيحة الوزير قد حمله، وهل كان كل الذى حدث قد حدث؟!
* أذكر أننى كتبت مقالا قبل بضعة أشهر لصحيفتي السابقة أثناء فترة عملي بها، وكان مجرد رأي ليس إلا و لا يحتوي على أي مستندات أو وثائق عن موضوع علاج الدستوريين والرسميين بالخارج؛ وذلك على خلفية نقل وزير كبير بطائرة خاصة إلى الخارج للعلاج من حالة ارهاق بسيطة جدا، فأبى رئيس التحرير إلا ان يحجبه ويقول لي ( بالله عليكم ابعدوا لينا من الجماعة ديل)، ولكن عندما يكون المتهم هو وزير المالية الحالي ( الضعيف الذى ليس له نفوذ و لا يسنده جهاز ولا نيابة جرائم موجهة ضد الدولة ولا جهوية، يتبارى الجميع لتقطيع اوصاله وفضحه بالمانشيتات العريضة ..!!
* لا أقصد بحديثي أن يتستر الناس على الفساد أو تتخلى الصحف عن مهمتها المقدسة فى تعرية الفساد والمفسدين والفاسدين، بل هي أمانة دينية وأخلاقية ومهنية ملقاة على عاتقها، وان لم تؤدها بالشكل المطلوب لسقطت دينيا وأخلاقيا وفسدت مهنيا، ولكنها يجب ان تتحلى بالصدق والأمانة والعدل فى أداء مهامها، وأن تسعى بنفس القدر الذي تسعى به لتعرية الضعفاء من الوزراء والمسؤولين الى تعرية المتنفذين والمتسلطين، بل أن يكون سعيها لتعرية أصحاب القوة والنفوذ أكبر، والجرأة فى تناول فضائحهم ومفاسدهم أشد، لأنه إذا فسد الرأس فسد الجسد، وإذا صلح الرأس صلح الجسد، ولكن أن تنبش فى صغائر الضعفاء وتترك كبائر الشرفاء وهي واضحة امامها وضوح الشمس فى رابعة النهار فهو سقوط ديني وأخلاقي ومهني شنيع ومفسدة وهلاك للأمم..!!
* إن قضية علاج ابن وزير المالية والسكوت عن غيرها يكشفان لنا بكل وضوح أن معرة (الخوف من مجابهة الأقوياء، والجرأة على الضعفاء، وأبعدوا لينا من الجماعة ديل، والتمييز بين الناس الذين خلقهم الله كأسنان المشط) قد تجذرت فى نفوسنا حتى أصبحت ثقافة سائدة، وهى أكبر وأوضح علامات الهلاك، ولقد قالها قبل خمسة عشر قرنا رسولنا الكريم.
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 6 يوليو 2011