عبد اللطيف البوني

يوم في مدني


يوم في مدني
في المرات القليلة التي نتوجه فيها صوب ود مدني(في السنة مرة تقريبا ) تتفاعل في دواخلنا مشاعر متباينة منها شعور بالانتماء, شعور بالعقوق, شعور بالحب, شعور بالظلم فمدني هي عاصمة ولايتنا وبها مصالح اهلنا ولكن مصالحنا الخاصة مرتبطة بالخرطوم فهي (مشهادنا) لذلك نشعر بالغربة في مدني وكأننا في مدينة اجنبية ولكن اهلها يشعروننا بالمحبة ومسؤولوها يشعروننا بالاحترام نتمنى ان نكون جزءا من مجتمعها وفي نفس الوقت ننادي بان تنضم منطقتنا اداريا للعاصمة حتى نتخلص من اتاوات الطريق ورسوم العبور اليومية وحتى يدفع طلابنا (المساسقين) نصف ما يدفعونه الان.. يوم الثلاثاء الاول من امس كان يومنا في مدني منقسما الى قسمين امضينا سحابته متجولين في بعض مكاتب الولاية ومنها الى بركات (التي كانت) ولا تزال رئاسة مشروع الجزيرة الذي اصبح (يمشي تلاتة ويرجع اثنين) ونسأل الله ان ينزل المطر حتى يفرج كربته وكربة مسؤوليه ومزارعيه وحواشاته.. ومن ضمن المكاتب التي امضينا فيها وقتا مقدرا مكتب السيد وزير المالية ومدير عام الوزارة بعد ان انتهينا من مهمتنا الرسمية وشكرنا السيد الوزير وطاقم وزارته ولكن شجعتنا اريحية الوزير صديق الطيب وحسن استقباله لنا ويبدو ان هذه طبيعته مع كل الذين يكتظ بهم مكتبه من رسميين ومواطنين عاديين الى ان نخوض معه خطفا في بعض الهموم العامة المتعلقة بالولاية المرتبطة باحوال البلد عامة سالنا السيد الوزير عن تحوطاتهم لما بعد سبت التاسع من السابع القادم اي بعد اعلان الدولة الجديدة وانحسار الدعم القادم من الخرطوم فقال انهم متحسبون لهذا الامر وانهم زادوا الايرادات المحلية باضافات موارد مقدرة ليس من بينها زيادة العبء الضريبي على المواطن وضرب لنا مثلا بالمنطقة الجمركية الجديدة التي افتتحت في مدني والمنشآت الجديدة في الحي الجديد بالكريبة, وانهم كحكومة ولاية يعملون بالحد الادنى من التكلفة وان شكا من مخصصات بعض الدستوريين (بتوع المجالس) التي تحدد مركزيا واجهناه بتقصير الولاية في دفع ماعليها لصندوق المعاشات والتامين الصحي فقال ان كل هذا التقصير موروث من الادارات السابقة وانه الان يجدول في هذه المستحقات بصورة يمكن ان تؤدي بعد زمن لتسوية هذا الامر فذكرناه بان معاشيي الجزيرة من اكثر المعاشيين تعرضا للظلم في السودان قلنا له ان سمعنا ان دخانا بتروليا بدا ينبعث من منطقة ابي جن حيث كانت شيفرون قد ارخت سدولها في القرن الماضي فرد على طريقة ان الصلاة فيها سر وجهر ولكن 2% (شوية على الولاية) بتعبيره (امسك ركعة جهرية) علاقة ولاية الجزيرة المالية مع المركز ستظل من الاشكالات المزمنة التي لايلوح لها حل في الافق فهذه الولاية من اكثر ولايات السودان سكانا 0نمرة ثلاثة0 وبالتالي هي اكثر الدافعين في القيمة المضافة وفي ضريبة الدفاع والاتصالات والمياه الغازية والمغتربين رغم ذلك يصرف عليها المركز ب(القطارة) هذه واحدة اما الثانية فمشروع الجزيرة يعتبر مشروعا قوميا ولكن كل قضايا ساكنيه من مسؤولية الولاية.. المطلوب ايجاد معادلة تضمن للمشروع البعد عن التقلبات السياسية وفي نفس الوقت يضمن للولاية حقها حفظك الله يا أرض الخير والمحنة.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]