زهير السراج

شكر الله سعيكم ..!!

شكر الله سعيكم ..!!
* ضاع الجنوب وعصفت به ريح الفاسدين الذين ادعوا انهم جاءوا لينقذونا فأغرقونا فى الوحل وسرقونا ومزقونا، ولا أحد لا يدرى ماذا سيفعلون بنا غدا، وكما قال الشاعر البروفيسور عبدالملك محمد عبدالرحمن فى قصيدة ولدت بين الدموع قبل يوم واحد من الانفصال: ( ما بالهم لم ينقذوه .. لكنهم لم يفعلوا .. تركوه نهبا للفساد وللفتن ) !!

* اضاعوه وعصفت به ريح فسادهم وطغيانهم ، ولكننا وبنفس القدر شاركنا فى هذا الضياع بسلبيتنا الكبيرة تجاه كل السياسات والتصرفات الخرقاء التى اضاعته وأضاعت معه ربع مليون ميل مربع من الأرض وعشرة ملايين مواطن، ونصف ثروات البلاد الطبيعية، وقبل كل ذلك دماء وارواح ومعاناة عشرات الالاف الذين حاربوا بشرف من اجل الحفاظ عليه، فهل سنظل نمارس نفس هذه السلبية وننظر ببلاهة وجبن الى من اضاعوا الجنوب وهم يضيعون ما تبقى من الوطن ويعيثون فيه فسادا وخرابا وتمزيقا، ام سنتخلى عن سلبيتنا وننهض لتحمل مسؤولينا التاريخية تجاه الامانة التى ستلعننا الاجيال القادمة ان لم نحافظ عليها ؟!

* لم يعد هنالك مجال للسكوت او التقاعس وهى مسؤولية الجميع .. لا فرق بين مواطن ومواطن مهما اختلفا فى الفكر والانتماء السياسى والمركز الاجتماعى .. ولم يعد من مجال للمراوغة والسعى وراء مراكز سياسية ومصالح ذاتية ضيقة يا احزاب البلاد التاريخية وغير التاريخية (ويا ايها الامام الصادق المهدى)، فأية مصلحة تبحثون عنها والوطن كله مهدد بالضياع والاحتراق .. فها هى ماساة دارفور لا تزال ماثلة أمامنا، وهاهى طبول الحرب تدوى فى كردفان والنيل الأزرق .. وها هم العنصريون الحاقدون ما زالوا يؤججون نيران العنصرية البغيضة بهدف تمزيق ما تبقى من الوطن تحت مرأى ومسمع من الحكومة، بل وبموافقتها وإلا ما تركتهم يفعلون ما يفعلون رغم انتهاكه للدستور الذى يحرم إثارة الكراهية الدينية او العرقية او العنصرية او الثقافية او االدعوة للعنف والحرب ( المادة 39 ، 3 ).

* ولم يعد هنالك من مجال للكلام .. فالوقت وقت عمل بكل الوسائل الجماهيرية المشروعة التى يجب ان تستهدف الظلم والظالمين وتقضى على الفساد وتضع البلاد فى الطريق الصحيح .. وعلى قيادات الاحزاب التاريخية والنخب السياسية والمهنية والنقابية ان تتحمل مسؤولية القيادة بكل شجاعة وأمانة كما تحملتها الاجيال السابقة فى اكتوبر وابريل وناضلت وضحت حتى انتصرت ..!!

* الوطن على حافة الضياع الأبدى .. ومسؤولية انقاذه فرض عين على كل مواطن غيور على وطنه مخلص له ولا يخشى لومة لائم فى سبيل حمايته ورفعته.. وهى سانحة نقول فيها بالصوت العالى لأهل الانقاذ: (يا اهل الانقاذ، شكرالله سعيكم على ما بذلتموه من جهد اعتقدتموه انقاذا لنا فأضاعنا ومزقنا .. ولقد حان وقت الرحيل ..) !!

مناظير
زهير السراج
الاخبار، 10 يوليو 2011
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]