عبد اللطيف البوني

جنوب السودان وييي


جنوب السودان وييي
رمية (1)
جارالله ود عبد الله كان يوم زواجه مضطربا أخرقا في كل تصرفاته وضع القدم اليمنى في حذاء اليسرى كل زراير القميص لم تكن في مواقعها , الكرفتة كانت مربوطة (زردة) ينادي الرجل باسم المرأة. سئل لماذا كل هذا الاضطراب فقال ياجماعة هذه أول مرة أعرس فيها . طيب ياجار الله أكان ما مت ماشقيت المقابر ؟ العبد لله حاله اليوم أسوأ من حالة جار الله ليس لأننا لم نشهد ميلاد دولة جديدة من قبل بل حتى شقة المقابر لا تنطبق علينا ولا على آبائنا او حتى أجدادنا. إنه حدث تردده يحسب بمئات السنين . تأسيا على هذا اقبلوا منا عمود هذا اليوم المضطرب.
راحة إجبارية (2)
أعطى حدث السودان ليوم الأمس أحداث الدنيا كلها إجازة فتراجعت أخبار ليبيا وتهديدات القذافي لأوربا وحريق وجه علي عبد الله في اليمن وأخبار الأسد في درعا ونصرالله والاتهام الظني كل الدنيا كانت في جوبا فكأنما المطلوب عالميا أن يحدث هذا , تجولت على عشر قنوات عالمية ولم تخيب الكهرباء ظني فكان الراديو الى جانبي بصراحة ربنا وجدت قناة الشروق الأحسن إذ أنها نقلت الحدث كما هو وبدون أي روتوش وكأنها بادي محمد الطيب وهو يغني أغاني الحقيبة كما أن مترجم الشروق كان حاجة فوق. إذاعة ام درمان كانت رائعة غطت الحدث من مكانين وملأت الفراغ. من الاستديو شعيب ومزمل كانا متفوقين.
شخوص (3)
باقان أموم حاول أن يقوم بدور المذيع وصانع الحدث والثائر ولكن يبدو أنه فشل في الثلاثة. أما جميس واني رئيس المجلس التشريعي لدولة الجنوب فقد كان رائعا لقد أثبت أنه رجل دولة بحق وحقيقة. رياك مشار قدم البشير بلسان عربي مبين وقدم سلفاكير بانجليزية ما تخرش منها المية. يبدو أن رياك قد تجاوز المقابلة الخشنة عند نافورة القصر والعرق المتصبب ومناديل الورق وبمناسبة اللغات فقد أكد الحفل أن اللغة العربية قد تمكنت من الجنوب وأنها ستظل اللغة الشعبية وإن اعتمدت الانجليزية كلغة رسمية.
ضيوف (4)
سوزان رايس لم تترك خبثها الامريكي ولكنها قالت للجنوبيين لا تنسوا أن لديكم صديقا مخلصا وهو امريكا تأسيسا على هذا فالمطلوب منها إثبات هذه الصداقة بجعل الجنوب مثل كوريا الجنوبية وساعتها سوف نصفق كلنا لليانكي وسيكون لسان حالنا في الشمال (انتو اخلصوا شديد للجنوب إنا إن شاء الله نموس) أما يان كي مون فقد حاول أن يتغربن ولكن ثقافته الشرقية خذلته فظهرت الروح السمحة في خطابه.
الحدث الأكبر(5)
حدث الأحداث في هذا اليوم هو طي علم السودان الأم ووضعه في صندوق محترم والاحتفاظ به كجزء من تاريخ الجنوب الواجب الاحترام. من هو العبقري صاحب هذا الاقتراح؟.
البشير وكير(6)
كلمتا البشير وسلفاكير كانتا قويتين ومعبرتين ولهجة البشير اختلفت عن تلك التي كانت في مسجد كافوري والدويم وذكر سلفا لجنوب كردفان والنيل والأزرق مقرونا بالحل السلمي والتفاوض مع صديقه البشير كان موفقا.
هذا اليوم براءة (7)
السبت التاسع من السابع ليس مسؤولا من الانفصال فلم يقر فيه تقرير المصير ولم يجر فيه الاستفتاء ولم تعلن فيه النتيجة إنما ظهر فيه تحصيل الحاصل ووضع فيه الحمل الذي بدأ يتخلق قبل عشرات السنين لابل على العكس تماما كان يوما مشحونا بالمشاعر الجياشة والأماني الطيبة ولو استمرت روح هذا اليوم في الأيام التالية فإن علاقة حميمة بين الدولتين سوف تنشأ وسيكون الانفصال انفصالا سياسيا أفضل من الوحدة السابقة ولكن للأسف روح هذا اليوم لن تدوم طويلا أما لماذا ؟ فاسألوا العنبة الرامية الرامية الرامية وين ياربي ؟ والله ماعارف . هل انت عارف ؟.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]