هنادي محمد عبد المجيد

الإعتبار والغفلة

الإعتبار والغفلة
<الإعتبار >هو قياس الأمور وقياس ما غاب منها على ما حضر، والإعتبار والعبرة بمعنى الإتعاظ والعظة ،قال تعالى:[إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون]وقال تعالى:[لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون]وقال تعالى:[ وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين]وقال تعالى:[يقلب الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار]وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{نهيتكم عن زيارة القبور ،فزوروها فإن فيها عبرة، ونهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحل مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي، فكلوا وادخروا}وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :{الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره }وقال الحسن البصري رحمه الله:”من لم يكن سكوته تفكرا فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو}
إن مما ميز به الله تعالى الإنسان: العقل، إذ هو محل التفكير والنظر، فطوبى لمن كان له مع نفسه وقفات يفكر في نعم الله عليه، ويفكر في ذنوبه متخذا من ذلك منطلقا لعمل الطاعات وترك المعاصي، يقول الشيخ أبو سليمان الداراني:”إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء، إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة”.
<الغفلة>وهي فقد الشعور بما حقه أن يشعر به،قال تعالى:[أن تقولواإنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين]وقال تعالى:[سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين]وقال تعالى:[ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون]وقال تعالى:[اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ]وقال تعالى:[ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا]وعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره:{لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين} ودعهم أي تركهم إياها والتخلف عنها ،والغافل عن التفكر في آلاء الله قد أزرى بآدميته غاية الإزراء عندما عطل عقله وقلبه عن ممارسة ما خلقا لأجله، ورضي لنفسه بحياة تشبه حياة البهائم، بل ربما كانت البهائم أحسن منه حالا وأخف ضلالا ، والعياذ بالله يقول ابن القيم رحمه الله:”إن حجاب الهيبة لله عزوجل رقيق في القلب الغافل ”
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من الغافلين ،اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]