هنادي محمد عبد المجيد

الإتباع والإبتداع

الإتباع والإبتداع
<الإتباع>قال الإمام أحمد :”الإتباع هو أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه، ثم هو من بعد في التابعين مخير ،وقال أيضا:لا تقلدني، ولا تقلد مالكا ولا الثوري، ولا الأوزاعي ،وخذ من حيث أخذوا”، قال تعالى :[قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ويغفر لك ذنوبكم والله غفور رحيم] وقال تعالى:[قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون]وقال تعالى:[وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون] وقال تعالى:[ وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون] وقال :[ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى} قالوا:يا رسول الله ومن يأبى؟ قال:{من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى}وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم :لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش.فحمد الله وأثنى عليه، فقال:{ ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء ،فمن رغب عن سنتي فليس مني}وعن عمربن الخطاب رضي الله عنه: أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله، فقال:{إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عيه وسلم يقبلك ما قبلتك}والإتباع علامة على شدة الإيمان، وقوة التعلق، ومتانة الدين، وهو أيضا الحد الفاصل بين المحبة الصادقة ومحض الدعاوى الباهتة، يقول أبو سليمان الداراني :لما ادعت القلوب محبة الله عزوجل أنزل الله هذه الآية محنة [ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم] <الإبتداع>قال الشاطبي رحمه الله: “البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله ،سبحانه”.
والإبتداع في الدين قل أو كثر لاخير فيه، فإن صاحبه ولو في الصورة يبدو منتقصا من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ، مدعيا أنه كتم شيئا من الدين وجاء هو ليكشفه للناس، وإن لم يكن ثمة زاجر للمبتدع إلا هذا لكفى، يقول ابن مسعود رضي الله عنه:”إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر” ويقول :”القصد في السنة خير من الإجتهاد في البدعة “قال تعالى:[ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمت هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ]وقال تعالى:[ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون] وقال:[ أفرأيتم اللات والعزى ،ومنات االثانية الأخرى، ألكم الذكر وله الأنثى ، تلك إذا قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى]وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب ،احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش ،وفيه يقول:{أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ،وكل بدعة ضلالة } وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{أنا فرطكم على الحوض،وليرفعن رجال منكم، ثم ليختلجن دوني فأقول:يارب أصحابي؟ فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}فرطكم:الفرط هو الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الإستقاء ، ومعنى فرطكم على الحوض:سابقكم إليه كالمهيء له.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]