عبد اللطيف البوني

أشوفك بكرة في الموعد

نعم للحركة الشعبية السودانية
على الأقل بعض مواطني دولة جنوب السودان يحلمون بغد مشرق فهم يرون أن دولتهم الجديدة سوف تنطلق بسرعة الصاروخ لأنها خالية المكبلات والقيود التي أعاقت الدولة الوطنية في العالم الثالث وأنهم سوف يستفيدون من كل التجارب السابقة لهم في مجال التعمير وأنهم تخلصوا من دولة فاشلة أرهقتها النزاعات والجهويات والعنصريات وأن دولتهم غنية بالموارد الطبيعية من بترول وماء وأرض لاتحتاج إلى أي استصلاح وشمس ساطعة وأن الدول الغنية وبيوت التمويل والمستثمرين يتسابقون الآن نحوهم كما أنه ليس عليهم ديون أو التزامات سابقة تجاه أي دولة من الدول فكل المطلوب الآن حكم رشيد ودولة ديمقراطية علمانية وانفتاح لامحدود على العالم أي ليس لديهم أي(قشة مرة) تجاه أي دولة أو أي جهة من جهات العالم كما هو الحال في الدولة القديمة لذلك شوهدت اللافتات في يوم الاحتفال مكتوب عليها (وداعاً ياظلام الهم) وهذه مأخوذة من أغنية محمد الأمين (أشوفك بكرة في الموعد) التي صاغها شعراً فضل الله محمد والمقطع كاملاً يقول (وداعاً ياظلام الهم على أبوابنا ما تعتب / ومرحب ياصباح الحب تعال ما تبتعد قرب).
على المنوال المشار إليه أعلاه يوجد من مواطني دولة السودان القديمة من يرون في استقلال الجنوب وانفصاله عن جسد السودان (ترلة) بكسر التاء لساتكها منفسة قد تخلصوا منها وبعد الآن سوف تنطلق القاطرة بسرعة شديدة نحو النمو والتقدم لابل يعتقدون أن الجنوب ظل الهاجس الأمني الذي أعاق تقدم الوطن وان الحرب الأهلية الطويلة هي التي أراقت كل مدخرات البلاد وجعلت الصرف على الأمن هو الأولوية وأن موارد الدولة القديمة كافية جداً لبداية عهد مزدهر فالماء موجود والبترول سوف يتفجرفي العامين القادمين فمثلما استخرجوا بترول الجنوب سوف يستخرجون بترول الشمال وأنه الآن توجد في الدولة القديمة أمة بحق وحقيقة حيث توحد الناس في لغتهم ودينهم بصورة لامثيل لها في العالم وأن نسبة التعليم أصبحت عالمية وأن نسبة المصابين بالإيدز قلت جداً واستعمال الموبايل ارتفعت نسبته وأن الأعمار أصبحت أكثر شباباً كل هذا بعد انفصال الجنوب كما يقول كتاب الأستاذة سناء حمد (السودان أرض الفرص).
إذن ياجماعة الخير نحن أمام عالمين جنوبي وشمالي ممتلئين بالتفاؤل بغض النظر عن الأرضية التي يقف عليها هذا التفاؤل هل هو واقعي أم أحلام ظلوط وفي تقديري أنه يجب على متخذ القرار في الدولتين أن لايعرض هذا التفاؤل للفحص ويتركه يتنامى ولايقول قائل لأي من الفريقين(اترك الأحلام وياجميل واصحى) بل يجب الإبقاء على نظرية (أكان قالوا ليك سمين قول آمين) ويلا ورونا شطارتكم إن الأمتين في الشمال والجنوب قد شبعتا في الإحباط واليأس فطالما أنه قد سنحت سانحة للأمل حتى ولو كان كاذباً فالنعطيه فرصة عسى ولعل أن تصدق هذه المرة ولو بنسبة واحد في المائة ويلا نشوفكم كلكم بكرة في الموعد.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]