زهير السراج

لن يضيع حقك يا صادق ..!!


لن يضيع حقك يا صادق ..!!
* لم أستغرب التصرف القبيح (للانتباهة) تجاه قدسية الموت والمحاولة الفاشلة المترعة بسموم الكراهية للتشكيك فى إنسان عظيم فارق الدنيا، وما فكر للحظة واحدة ان هنالك من يتربص بموته لتحقيق مصلحة سياسية وكسب المال الرخيص، فمن وهب كل جهده لبث الحقد وإثارة النعرات العنصرية وذبح العجول على منصة ذبح السودان، ليس غريبا أن تتجاوز تصرفاته الأحياء الى الموتى، كما فعلت صحيفة ( الانتباهة) مع إنسان بذل كل حياته وعمره من أجل حماية المظلومين والدفاع عن كرامة الانسان السودانى، وأساءت اليه قبل ان يسجى جثمانه الثرى أو تجف دموع المكلومين عليه وهو المرحوم الفقيد الصادق الشامي المحامي، عندما ادعت أن بعض السودانيين ــ وسمتهم بالشيوعية ــ قد أقاموا عزاء له في كنيسة، مما قد يشكك البعض فى انتمائه الروحي وانتماء الأشخاص الذين قاموا بهذا الواجب الاجتماعى تجاه صديق عزيز لهم وأحد الأشخاص النبلاء الذي ما ظلم أحدا فى يوم من الأيام، وما رفع صوته على أحد، بل ظل طيلة حياته رمزا للعفة ونموذجا للنقاء وعنوانا لحسن الخلق حتى مع ظالميه وسالبي حريته ومعذبيه عندما سجن و اعتقل فترات طويلة بدون ذنب سوى الدفاع عن الحق ..!!

* تجرأت صحيفة (الانتباهة) على الراحل الصادق الشامي والنفر الكريم الذين هبوا بعد موته المفاجئ بمدينة لندن فى الاسبوع الماضى للصلاة عليه فى صالة ملحقة بإحدى الكنائس بغرض استخدامها تجاريا ويؤجرها المسلمون وغيرهم ومن بينهم السودانيون لأغراض المناسبات (حزنا كانت او فرحا)، وادعت كذبا (ان الحزب الشيوعي السوداني أقام عزاء للفقيد بكنيسة شيرلاند بلندن وهو ما كان محل استنكار بعض السودانيين الذين وصفوا ما فعله الحزب بالإهانة للقيم والمثل والأعراف السودانية) !!!

* بالله عليكم تمعنوا فى هذا الافتراء.. تدعي الصحيفة أنها الحامي للقيم والمثل والأعراف السودانية، بينما هي تؤجج نيران العنصرية والكراهية والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد .. بل حتى الموتى لم تتركهم فى حالهم؛ فتستغل موتهم وحزن الناس عليهم وقيامهم بالواجب الديني والأخلاقي والاجتماعي تجاههم، للكذب لتحقيق مكسب سياسي أو مادي رخيص .. مستندة على ظهر صاحبها صاحب النفوذ مما يحميها من المحاسبة والرقابة ويكفل لها التجني على كرامة الناس وحرمتهم حتى وهم فى رحاب الله ..!!

* اغفر لي يا صديقي ويا حبيبي وأستاذي الجليل الذي طالما دافعت عني أمام المحاكم وتحملت عنى الكثير من الوزر.. أغفر لي ضعفي وهواني وعدم مقدرتي على الدفاع عنك عندما لم تعد قادرا على الدفاع عن نفسك، وعلى رد جميلك الذى طالما طوقتني به فى حياتك إلا بكلمات بسيطة لن تؤخر ولن تقدم، ولكن تأكد ان حقك لن يضيع سدى وكرامتك لن تهدر .. طال الزمن او قصر .. وارقد فى سلام ايها الصادق النبيل!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] الاخبار، 18 يوليو 2011