هنادي محمد عبد المجيد

الإنفاق والشح


الإنفاق والشح
<الإنفاق> هو إخراج المال الطيب في الطاعات والمباحات ، قال تعالى:[ومما رزقناهم ينفقون] وقال تعالى:[مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم] وقال:[ يأيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون] وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله ص :{ أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إن الله قال لي:أنفق أنفق عليك} بضم الألف الثانية-،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ يمين الله ملأى ،لا يغيضها سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه } قال:{وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض}والإنفاق من أوصاف المؤمنين المتقين، وهو سبب لمضاعفة الحسنات وفي الإنفاق مواساة للفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين ،وفي الإنفاق إشاعة للتراحم والتواد في المجتمع بدلا من الشحناء والبغضاء.
<الشح>الشح هو الحالة النفسية التي تقتضي منع الإنسان مافي يده أو في يد غيره.قال تعالى:[والذين تبوؤا الدار والأيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون]وقال تعالى:[وإن امرأة خافت على بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا]وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا ؟قال:{أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم<أى بلغت الروح الحلقوم ودنا موت الشخص>قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان} وقال سعيد بن جبير:”الشح هو أخذ الحرام ومنع الزكاة”، وقال ابن القيم رحمه الله:”الفرق بين الشح والبخل أن الشح :هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والإستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه، والبخل :منع إنفاقه بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل، والبخل كامن في النفس، فمن بخل أطاع شحه، ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووقي شره، وذلك هو المفلح [ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون]، الشح من أسباب هلاك الخلق، والشحيح محروم، والمنفق مرزوق، كماأن الشح ينافي الإيمان.
اللهم هبنا نعمة الإنفاق ونعوذ بك من شح أنفسنا ،اللهم آمين .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]