زهير السراج
نصيب ومصيبة الشوال ..!!
* وفى الحقيقة فإن زيارتي الى (الشوال) ــ وكانت فى عام 2005 ــ لم تكن بغرض توثيق (سوء) معاملة او (حسن) معاملة الشركة الصينية او الشركة الألمانية للمواطنين، وانما لتوثيق الحياة فى القرية والمناطق المجاورة وعكس المشاكل التى يعاني منها المواطنون سواء فى مجال الزراعة التى تعتبر عصب الحياة للشوال ولمعظم الريف السوداني، أو فى المجالات الأخرى مثل التعليم والصحة للمسؤولين والقراء الآخرين خاصة ان القرية تعد من اوائل القرى ـ بل والمدن ــ فى السودان التى تميزت فى السابق بمستوى تعليمي وصحي وحضاري عال جدا ثم أصابها الانهيار مثل غيرها بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة ..!!
* أذكر أنني وعددا من الزملاء الكبار تبنينا موضوع تأهيل مدارس القرية وإعادة تأهيل البيارة الرئيسية لمشروع الشوال الزراعى، وكتبنا عنهما عدة موضوعات والتقينا بمسؤولين كبار فى الدولة، ولقد أثمرت جهودنا والحمدلله فى مجال التعليم وصارت مدارس الشوال تنافس من جديد فى الدخول الى الجامعات بعد ان كانت قاب قوسين من الإغلاق ..!!
* أما البيارة الرئيسية للمياه التى لا تقل اهمية عن المدارس لأنها عصب الزراعة والزراعة هى عصب الحياة، فلا تزال مجرد خرابة رغم الوعود الكثيرة التى بذلها المسؤولون بمختلف مستوياتهم، وهى لم تكن تحتاج لغير قليل من المال مقارنة بالنتائج العظيمة التى ستتحقق من اعادة تأهيلها وتجميع أكثر من 17 مشروعا زراعيا صغيرا وريهم من قناة رئيسية واحدة مما يؤدي لتوفير الحياة الكريمة لحوالى ستين ألف أسرة أو ربع مليون مواطن..!!
* تكلفة تأهيل البيارة لم تكن تزيد فى ذلك الوقت عن 7 ملايين دولار أمريكي، أي بميزانية تنمية لا تزيد عن 2 دولار فقط للمواطن فى العام أو 30 دولارا فى خمسة عشر عاما حيث اثبتت الدراسة التى وضعها خبراء اكفاء؛ أن المبلغ الذى سينفق على تاهيل البيارة سيضمن استمرار عملها لمدة خمس عشرة سنة متواصلة بدون الحاجة الى صيانة رئيسية، وهو لا يساوي اي شيء بالنسبة للأموال التى تهدر على احتفال واحد من احتفالات الحكومة، غير أن الحكومة بخلت به عليهم !!
* تخيلوا مبلغ دولارين فقط فى العام للمواطن لتحقيق الاستقرار والتنمية له ولابنائه بخلت به الدولة على الشوال، بل والأسوأ من ذلك انها عندما شيدت خط أنابيب البترول الذى يمر بالقرية لم تجعل لأهلها نصيبا من خيره سوى مستنقع كبير للمياه و الملاريا والأمراض الفتاكة الأخرى ..!!
مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 20 يوليو 2011