عبد اللطيف البوني

لماذا لا ينبعج السودان

لماذا لا ينبعج السودان
كان السودان ومصر (حتة واحدة) ولكن السودان آثر الاستقلال ونفذ شعار (السودان للسودانيين) في يناير 1956 ثم رأى جنوبيو السودان الاستقلال بدولتهم فكان لهم ما أرادوا ونفذ ذلك في سبت التاسع من السابع الماضي ولكن ظل السودان القديم يلهج باسم مصر ويتحدث عن خصوصية علاقته معها ثم ظهرت عدة محاولات للتقارب بين البلدين وصلت مرحلة ظهور برلمان مشترك بينهما (برلمان وادي النيل) وميثاق تكامل وميثاق إخاء وماعارف ايه وكل ذلك لم يفلح في توحيد البلدين لا بل شهدت العلاقة بينهما موجات من التوتر وصلت مرحلة إعلان الحرب ولكنها لم تقم . في الأيام القادمة سوف نشهد فكرة خصوصية العلاقة مع دولة جنوب السودان وقد نشهد مواثيق إخاء وتكامل ومن المحتوم أن نشهد لحظات توتر وإعلان حرب ونسأل الله أن لا تقوم.
هكذا ظل السودان مشدودا نحو الشمال لفترة طويلة وسيظل مشدودا نحو الجنوب لفترة أطول ويبدو لي أن هذا راجع لخارطة السودان الطولية ولكن بعد التاسع من السابع تغيرت الخريطة وأصبحت أقرب للمربع إن كان (مشرتب) لقد اختفى الشكل الطولي وإن كان أقرب للمخروطي عليه يجب أن يتغير تفكيرنا ونقلل من خصوصية الشمال والجنوب ونفكر في خصوصية جديدة نحو الشرق والغرب دون أن يؤثر ذلك مع جوارنا الشمالي والجنوبي كيف؟.
اولا نحن في زمن ينبغي أن تتجه فيه كل الدول الى التكتل وإن كانت بلادنا قد ابتليت بالتفكك فهذا نزولا لظروف خاصة وتعقيدات مترسبة لكن لابد لبلادنا وكل بلاد الدنيا من السعي للتكتل في تجمع اقتصادي وسياسي ولن تعيش دولة بمفردها في عالم اليوم وأي محاولة لتجميع أي عدد من الدول وفي أي درجة من درجات التعاون والتضامن لابد أن تبدأ من دول الجوار وفي هذا الجوار يجب أن تكون البداية بالجوار الخالي من المرارات التاريخية مع وجود المصالح الحيوية عليه فإنني اقترح إن كانت هناك خصوصية في علاقاتنا الخارجية يجب أن تبدأ بالجوار الشرقي (اثيوبيا وارتيريا) والجوار الغربي (تشاد وليبيا وافريقيا الوسطى) والأمر المتفق عليه أن العلاقة القاعدية المجتمعية بين هذه الدول خاصة إثيوبيا وإرتيريا وتشاد والسودان من أبدع ما يكون ولكننا على مستوى الدولة مشدودين أكثر نحو مصر ومن الآن نحو دولة الجنوب فلماذا لا تدير دولتنا رأسها نحو هذه الجهات فمصالحنا الحيوية معها واضحة خاصة الناحية الشرقية هذا لن يقلل من أهمية علاقتنا في اتجاه الشمال والجنوب ولكن هناك عدم توازن في توجهاتنا الخارجية فالدعوة هنا للانفتاح نحو الجهات الأربعة.
أما عن الناحية الثقافية فدون شك أن الكفة الراجحة سوف نجدها في ناحيتي الشرق والغرب لأننا كلنا جزء من بلاد السودان القديمة التي بين خط عرض 10 شمالا و14 جنوبا التي تمتد من نواكشط في موريتانيا الى جيبوتي فإن كنا نحن استأثرنا بالاسم فهذا لأننا نقع منها موقع القلب فالآن آن الأوان أن نستعيد ريادتنا الثقافية بدلا من أن نكون تابعين ثقافيا ونذكر هنا أن الأغنية السودانية مسموعة في هذه المنطقة والدارجية السودانية زاحفة لكل المنطقة والمسلسل السوداني يمكن مشاهدته في كل بلاد السودان ,, وتييب.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]