تحقيقات وتقارير

كردفان.. مسرح إستقطاب جديد

[ALIGN=JUSTIFY]عندما استطاعت حركة العدل والمساواة اقناع محمد بحر محمدين، ابن اخ موسي حمدين، مؤسس حركة شهامة الكردفانية التي تطالب بالتنمية بالمنطقة في مواصلة ما بدأه عمه، وافلحت في دمج حركة شهامة في حركة العدل والمساواة ونقل العمليات العسكرية من مواجهة الجيش في صحراء دارفور الى استهداف حقول البترول في كردفان .
——-
اعتبرت العدل والمساواة الامر ضربة قوية للحكومة وعمدت الى تعيين بحر نائبا لرئيس الحركة وامينا لاقليم كردفان، وحرصت على ان تمد صحف الخرطوم ووكالات الانباء العالمية بالخبر، واعقب الامر تحذيرات عديدة ومن اطراف مختلفة بضرورة العمل للحد من احتمالات متوقعة لتطورات في كردفان قد تحول الاحتجاجات السابقة والآنية الي حرب ضارية على غرار ما حدث ويحدث الآن في دارفور .
ويلاحظ الكثيرون وقبل اختطاف الصينيين التأثيرات المباشرة لحرب دارفور على واقع كردفان المجاورة والتي تشابه واقع دارفور كثيراً، رغم امتيازها بالقرب نسبيا من المركز ، فظهر بعد شهامة تجمع ابناء كردفان»كاد « وحركة شمم التي قدمت احتجاجات سلمية للحكومة بسبب غياب التنمية بالمنطقة، الى جانب مجموعات مختلفة بمسميات عديدة ذكر احداهما وزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود تطلق على نفسها مجموعة فضيل، وهو حسب توصيف الوزير يتبع لحركة العدل والمساواة قام الى جانب مجموعة من عضوية شهامة قوامها (35) فرداً بعملية اختطاف العمال الصينين. واكد ان الخاطفين طالبوا باعادة تشكيل ولاية غرب كردفان وتوفير التنمية وتوظيف ابناء المنطقة في شركات البترول، لكن اكثر ما لفت الانظار في الوقت الراهن التقرير الذي نشرته قبل ايام مجموعة الازمات الدولية، تحذر فيه من كارثة بالمنطقة بسبب الصراع حول ابيي بين شريكي نيفاشا، و دعا التقريرالذي اهتم فقط بما يحدث بجنوب كردفان الى سرعة التدخل لحل المشكلة. حيث اكد فرنسوا عرينيون مدير برنامج مجموعة الازمات في افريقيا «يجب ان تدرج الوقاية من اندلاع نزاع جديد في منطقة كردفان الجنوبية على جداول العمل الوطنية كما الدولية «
وايّد د. عبده مختار استاذ العلوم السياسية تقرير مجموعة الازمات الدولية، وقال لـ «الرأي العام» عندما استفسرته عن واقع كردفان وتأثيرات هذا الواقع على مستقبل المنطقة التي ينتمي اليها، ان الاوضاع هناك في طريقها للانفجار في أية لحظة ،واضاف اؤيد بشدة ما ذهب اليه تقرير مجموعة الازمات، وعلى الحكومة الا تعتقد ان في الامر فتنة، بل هي قراءة صحيحة لواقع موجود أصلاً، ودعا مختار الحكومة لقراءة التقرير قبل ان تنفجر الاوضاع فعلياً، ومعالجة واحتواء الازمة بالاستجابة الفورية لكل طلبات ابناء المنطقة بدون وعود ،وقال عليها -اي الحكومة- ان تأخذ العبرة من ازمة دارفور وتسعى لحل المشكلة بعقل ومنهج بعيدين عن الحلول العسكرية، وأوضح ان بعض سكان منطقة غرب كردفان يشعرون بالظلم لأن الحكومة لم تكافأهم بعد تحقيق السلام حيث أنهم لمن يجدوا نصيبا من البترول والوظائف.
واضاف د. مختار ان هؤلاء بعد ان شعروا بالاحباط والغبن انضم معظمهم الى الحركة الشعبية، واحتج آخرون بشدة .
الحكومة من جانبها ابدت تحفظا غير معلن على التحركات التي تجري في كردفان، وسارعت الى تحميل حركة العدل والمساواة المسئولية المباشرة عن ما جرى وسيجري في كردفان، واشارت الى انها ترغب في نقل ميدان المعركة من دارفور الى كردفان، ويبدو ان الحكومة مطمئنة وواثقة ان كردفان لن يصيبها ما اصاب دارفور، وقد سبق للحكومة ان حاورت مجموعة من ابناء المسيرية بالمنطقة، بل ان الرئيس البشير التقاهم بنفسه ووعد الجميع خيرا.
ومع ذلك يحذرمراقبون بشدة من انفجار الأوضاع وسط بعض مواطني كردفان الذين يرون انهم ظلموا بسبب اتفاقية السلام، اضافة الى التغيرات التي تشهدها المنطقة وسط استقطاب حاد من حركات دارفور المسلحة بعروض مغرية.
الحقيقة الغائبة الآن ان مشكلة كردفان لاتعاني من عقدة ابيي وحدها ،ولكن المطالب التنموية والخدمية التي يرفعها السكان هنا وهناك، والمطالبة بانشاء ولايات جديدة ربما ارهقت الحكومة حتى وان لم يحدث لكردفان ما حدث لدارفور.
أميرة الحبر :الراي العام [/ALIGN]