هنادي محمد عبد المجيد
الإصلاح والإفساد
الإصلاح كله خير ما سلمت الحقوق من الضيم، فبه تحل المودة، وترتفع القطيعة، ويسود البشر، ويعظم الوفاق، ويستشعر الإنسان كرامته ومكانته.
<الإفساد>هو إخراج الشيء عن حالة محمودة لا لغرض صحيح ،قال تعالى:{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون] وقال تعالى:[ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ] وقال تعالى:[ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين] وقال:[فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين] وقال:[الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إذا انفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة<أي لم تتجاوز القدر المعتاد، ولم تبدد>كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا}وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة}قالوا بلى،قال:{صلاح ذات البين ،فإن فساد ذات البين هي الحالقة}
الفساد درجات أشنعها وأبشعها ما يكون من العبد في مقابلة الرب، وذلك عندما يتوجه بكل أو بعض ما ينبغي لله فيجعله لغير الله، ويلي ذلك إفساد العبد لنفسه ولغيره، وما استعلن الفساد في قوم إلا آذن بحلول النقمة والعذاب قال تعالى:[وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ،وفرعون ذي الأوتاد ،الذين طغوا في البلاد ،فأكثروا فيها الفساد ،فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد].اللهم إجعلنا من أهل الصلاح والإصلاح ،اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]