هنادي محمد عبد المجيد

الإصلاح والإفساد

الإصلاح والإفساد
الإصلاح هو :تلافي خلل الشيء ، قال تعالى:[لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ] وقال تعالى:[وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس،فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا} وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ كل سلامي <بضم السين>من الناس عليه صدقة ،كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة} <سلامي :أي مفصل ،،يعدل بين الناس:أي يصلح ،،>وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:{ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمي خيرا} قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب،و الإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها }
الإصلاح كله خير ما سلمت الحقوق من الضيم، فبه تحل المودة، وترتفع القطيعة، ويسود البشر، ويعظم الوفاق، ويستشعر الإنسان كرامته ومكانته.
<الإفساد>هو إخراج الشيء عن حالة محمودة لا لغرض صحيح ،قال تعالى:{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون] وقال تعالى:[ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ] وقال تعالى:[ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين] وقال:[فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين] وقال:[الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون] وعن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{إذا انفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة<أي لم تتجاوز القدر المعتاد، ولم تبدد>كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا}وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة}قالوا بلى،قال:{صلاح ذات البين ،فإن فساد ذات البين هي الحالقة}
الفساد درجات أشنعها وأبشعها ما يكون من العبد في مقابلة الرب، وذلك عندما يتوجه بكل أو بعض ما ينبغي لله فيجعله لغير الله، ويلي ذلك إفساد العبد لنفسه ولغيره، وما استعلن الفساد في قوم إلا آذن بحلول النقمة والعذاب قال تعالى:[وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ،وفرعون ذي الأوتاد ،الذين طغوا في البلاد ،فأكثروا فيها الفساد ،فصب عليهم ربك سوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد].اللهم إجعلنا من أهل الصلاح والإصلاح ،اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]