زهير السراج

المطرب العميل الخائن الكافر ..!!

المطرب العميل الخائن الكافر ..!!
* ما فتئ بعض المتطرفين وائمة المساجد يوجهون نيران تطرفهم الى الفنانين والمطربين بقصد تخويفهم وارهابهم للامتناع عن القيام بالدور الكبير الذى يضطلعون به فى السمو بالنفس البشرية وحماية المجتمع من الكلل ( إن القلوب إذا كلت عميت ) والحفاظ على تماسكه وتوازنه النفسى !!

* قبل بضعة اسابيع سمعنا من يصف الفنانين بأبشع الألفاظ، ومن يقول انهم سبب الهبوط الاخلاقى فى المجتمع ..إلخ، ثم خرج علينا اخيرا من يقول ان إنتشار الغناء هو سبب تاخر نزول الامطار وقلة الرحمة، وليس بعيدا ان يخرج علينا غدا من يقول ان الفنانين هم من فصل الجنوب وأشعل حرب دارفور ورفع الاسعار وأفسد الحكام. صدقونى لا أمزح، ولكن هذا هو ما سيحدث إذا تعاملنا مع ما يقولونه باستسهال ولم نواجهه بجدية وحزم ..!!

* بل ربما يحدث ما هو أفظع من القول، ولقد ظهرت بوادر ذلك بتلك المظاهرة التى احتشدت امام دار اتحاد الفنانين با مدرمان ووجهت ابشع الاساءات للفنانين وطالبت باغلاق الدار وتحريم الغناء وهى تلوح بالايدى والعصى ( وما خفى أعظم ) !!

* كلنا نذكر واقعة اغتيال لمطرب الراحل الشهيد خوجلى عثمان واصابة الاستاذ عبدالقادر سالم واحد العازفين بجراح فى أمسة الخميس العاشر من نوفمبر عام 1994 ، ولقد حدث الاغتيال نتيجة اساءات متصلة للفنانين درج عليها امام مسجد بحى ابوروف بام درمان ووصفهم بالكفر والفجور، فكان أن تأبط أحد الذين كانوا يداومون على حضور الصلاة مع لامام ــ وهو احد العاملين البسطاء بزريبة الحطب بحى ابوروف ــ شرا و ذهب الى دار الفنانين وسأل عن الفنان الكبير سيد خليفة الذى كان الفنان الوحيد الذى كان يعرفه، وعندما قيل له انه غير موجود، قام بطعن من وجده فى طريقه من الحضور وكان الشهيد خوجلى عثمان الذى توفى عند وصوله الى المستشفى ( رحمه الله ) ..!!

* وها هى القصة تتكرر بهجوم بعض الائمة المتواصل على الطرب والمطربين وتوجيه اقذع الاساءات والاتهامات اليهم بدون اى رد فعل من الحكومة، دعك من أن يكون واضحا او حاسما، وكأنها تريد أن يحدث للفن وللفنانين ما حدث فى ذلك الخميس المشؤوم الذى ما زال يلقى بظلاله السالبة على فن الغناء، وهو بدون شك أحد الاسباب الرئيسية فى انتشار الغناء الهابط ومطربى الدرجة العاشرة بسبب احساس كبار الفنانين بعدم تقدير وحماية الدولة لهم ولفنهم فاحجموا عن الابداع…!!

* لو علم الذين يهاجمون الفن اهمية الدور الذى يقوم به فى استقرار الأمم وتماسكها النفسى وتحضرها، لجعلوا مقابل كل امام مسجد يفقه الناس فى دينهم مطربا يعينهم على تحمل رهق الحياة ويعيد إليهم التوازن النفسى حتى تستمر الحياة بشكل طبيعى، ولكننا للاسف نعيش فى زمن الجهل والجهلاء وأدعياء الدين والدين منهم براء .!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] الاخبار، 26 يوليو 2011