الجزيرة والترابي والسودان ..!!
* أمس كانت (الجزيرة) فى اروع حالاتها ، وأظهرت الكثير من الحياد فى التعامل مع قضايا السودان، بعد ان كانت فى السابق تبدي تعاطفا واضحا مع النظام السودانى الحاكم، وتسكت عن كثير من أخطائه وخطاياه، بل انها فى العام قبل الماضى خصصت برنامجا استغرق أسبوعا بأكمله للسودان تحت عنوان (عين على السودان) ــ ولا أدري ان كان إعلانا مدفوع القيمة من الحكومة السودانية أم برنامجا عاديا ــ اظهرت فيه السودان ونظامه السياسي والاجتماعي على أفضل ما يكون، وسكتت تماما عن المشاكل والعيوب، وكان معظم الضيوف الذين تحدثوا اليها من أهل الملة الانقاذية والمؤيدين لهم والمطبلين والمنافقين؛ إلا القلة القليلة التى استضافتها على مضض فى محاولة فاشلة لاظهار الحياد، مما اضطرنى الى كتابة سلسلة مقالات انتقدت فيها ذلك الضعف المهني للجزيرة، وعين الرضا التى نظرت بها الى قضايا السودان، وكانت (عن كل عيب كليلة)، فالتقانى احد مسؤوليها الكبار فى الخرطوم مصادفة، وقال لي (خفف عننا شوية) واعتبرتها مداعبة، ولم اسكت حتى أكملت مقالاتي الناقدة عن تعامل الجزيرة المنحاز للحكومة السودانية !!
* غير انها لا بد لى من الاعتراف ــ من باب الانصاف للجزيرة ــ انها كانت فى أحيان قليلة تتعامل مع بعض القضايا بنوع من الحياد خاصة قضايا الحريات العامة، ولى شخصيا عدة تجارب معها عندما أذاعت فى مرات عديدة أنباء اعتقالاتي وتعرضي لظلم النظام، وهى لا تشكر على ذلك؛ فهو واجبها الذى عليها ان تؤديه بأمانة إذا رغبت فى التميز بمهنية رفيعة تجعلها تحوزعلى رضاء واحترام الجميع ..!!
* ارجو ان تكون الجزيرة قد ثابت الى رشدها أخيرا وانتقلت من خانة الانحياز التام للحكومة السودانية الى خانة الحياد وإظهار مشاكل الحكم وشموليته وأخطائه، مثل ما فعلت مع النظام السوري العلوي الذي كانت من أكبر المنحازين له، ثم بدأت تتعامل بموضوعية وحياد معه عندما اكتشفت سوءه وصلفه، فاكتسبت احترام الشعب السوري ، ونتمنى ان يكون ذلك هو تعاملها في المستقبل مع قضايا السودان وشعب السودان ..!!
مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 31 يوليو 2011