الطاهر ساتي

(كيس الصائم)… لله أم للسلطة والجاه..؟؟

(3.5 (كيس الصائم)… لله أم للسلطة والجاه..؟؟
** فلنقرأ قائمة الاتهامات أولاً، وإليكم نصها: (حقائب الزكاة الرمضانية لم تغط المحتاجين بالكامل.. ولجان الزكاة بالأحياء عبثت وتلاعبت في توزيع تلك الحقائب.. والزكاة تحولت إلى استثمار بحيث تعطى للعاملين عليها فقط، ويجب حل لجان الزكاة وإعادة تشكيلها.. والزكاة أصبحت تعطى لغير المحتاجين، وهناك خلل واضح في توزيع حقيبة رمضان.. ويتم حصر أسماء وهمية للفقراء في فترة توزيع “كيس الصائم”، وهذا مظهر من مظاهر الفساد الذي يجب حسمه عاجلاً).. هكذا الاتهامات التي وجهها نواب المجلس التشريعي بولاية الخرطوم أول البارحة، لوزيرة التنمية الاجتماعية بالولاية..!!
** وزيرة الرعاية الإجتماعية نفت تلك الاتهامات، وقالت نصاً: (الزكاة بالولاية تذهب للمستحقين..وحصرنا 120 ألف أسرة فقيرة بالخرطوم وهي التي ستملك حقيبة رمضان.. ونعم قد تكون هناك أخطاء وتجاوزات من قبل بعض أعضاء لجان الزكاة، وهذا يمكن معالجتها بالمراجعة والتقويم والمراقبة، وشرعنا في وضع لائحة جديدة لاختيار اللجان.. ولكن الزكاة تذهب للمستحقين وكذلك الأسر التي ستحظى بحقيبة رمضان محصورة ومعروفة لدى الوزارة)..هكذا مرافعة الوزيرة عفاف أحمد، أي نفت العبث والتلاعب والتزوير، ولم تستبعد حدوث بعض التجاوزات، ولكنها أكدت – بالرقم الظاهر أعلاه – بأن حقيبة رمضان سوف تذهب لمستحقيها..!!
** أها.. نحكم كيف؟، أي بالتأكيد هناك طرف يصدق في حديثه وهناك طرف آخر يتجمل، والفصل بينهما بحاجة إلى أدلة وبراهين..حسناً، إليكم الشطر الثاني من حديث نواب المجلس، وفي ثناياه الأدلة والبراهين التي تكشف صدق طرف وتجمل الآخر، حيث يقول الشطر الثاني من حديث النواب بالنص: (نجد التعامل السيئ من لجان الزكاة أثناء توزيع حقائب رمضان، ولايشركونا في توزيعها وكأننا أجسام غريبة..وأصبحنا معزولين في دوائرنا وعن قواعدنا بسبب تصرفات لجان الزكاة.. وهذا يأتي خصماً على البرنامج الانتخابي للمؤتمر الوطني الذي نمثله..نحن نعرف من يستحق الزكاة ومن لا يستحق، ونحن من يجب علينا توزيع حقيبة رمضان..ونرفض التعامل السيئ الذي نجده من لجان الزكاة، ولا نقبل بأن تعزلنا هذه اللجان عن قواعدنا، هذه العزلة تخصم من برنامجنا الانتخابي ورصيدنا السياسي).. هكذا النصوص الموثقة بصحف البارحة، وهي التي واجه بها النواب وزيرة التنمية الاجتماعية..!!
** يلا نحكم بضمير مطمئن.. نواب المجلس – حسب حديثهم – يريدون استغلال (كيس الصائم) استغلالاً سياسياً، بحيث يوزعونه لقواعدهم بمظان أنه هدية من المؤتمر الوطني، وليس من ديوان الزكاة، وذلك لكي يحافظوا على رصيدهم السياسي بأعتبار أنهم – بهذا الكيس – نفذوا بعض وعود برنامجهم الانتخابي..ولكن لديوان الزكاة – الذي لا يتبع للأمانة العامة للمؤتمر الوطني- لجان تريد توزيع الكيس للفقراء بلا أية أجندة سياسية أو نوايا حزبية، باعتباره ديوانا يتبع للدولة وأن أمواله – التي جهزت هذا الكيس – هي أموال الشعب السوداني بمختلف ألوان طيفهم السياسي، وهي حق معلوم للسائل والمحروم، وليست بـ(منحة حزبية).. وعندما فشل النواب في إقناع لجان الزكاة بأن تسمح لهم باستغلال (كيس الصائم) استغلال حزبياً، رصدوا – وترصدوا – الجلسة التي تخاطبها وزيرة الرعاية الاجتماعية ليكيلوا لها وللديوان ولجانه تلك الاتهامات.. أي هي اتهامات – ولو صحت بعض وقائعها – منطلقة من نوايا انتهازية وضمائر غير سوية.. بالله عليكم أيها النواب، ألم يسأل أحدكم نفسه حين حدثته باستغلال (كيس الصائم) بحيث يكون برنامجا انتخابياً: كيف يكون إنساناً سوياً – في أخلاقه وضميره ونهجه – من يستغل حاجة الفقراء والمساكين استغلالاً سياسياً، بحيث يقدم لهم الطعام والشراب لينتخبوه وليس لابتغاء مرضاة الله؟.. وهل أموال الزكاة تدفعها عضوية حزبكم فقط، بحيث تريدون تسخيرها – بلا حياء – في البرنامج الانتخابي؟.. غايتو سبحان الله.. هل صدقاً تمثلون هذا المجتمع الذي تنتمون إليه، والذي يعطي السائل والمحروم بلا من أو أذى أو (أجندة سلطوية)..؟؟

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]