عبد اللطيف البوني

اعتذار لهذا الرجل


اعتذار لهذا الرجل
أحمد عبدالله (الشعبي , الوطني ) مدير هيئة الحج والعمرة الذي كان مادة إعلامية دسمة في إدارته لهذه الهيئة وما اعتراها من قصور تمثل في شكاوي الحجيج. وفي استجوابه في البرلمان الذي أظهر فيه ترفعا على نواب البرلمان أو هكذا فهم (الداير يسمع يسمع والما داير يطلع بره) وفي مؤتمراته الصحفية وأحاديثه الإذاعية والتلفزيونية ثم أخيرا في صراعه مع وزيره المباشر أزهري التيجاني وقصة إيقافه من العمل وإخضاعه للجنة ورفضه لهذا ثم خضوعه ثم حركته المكوكية بين مكاتب وبيوت متخذي القرار. كل هذا الحراك الشخصي المثير للجدل الكثيف جعل الرجل في بؤرة العدسات ومادة تلوكها مجالس المدينة واعتبر هو والمؤسسة التي يديرها نموذجا لسوء الإدارة لذلك يمكننا القول إن صيته ذاع ذيوعا سلبيا.
بعد أن اطلعت على التحقيق والتقصي العميق الذي قام به الزميلان عبد الباقي الظافر وأحمد عمر خوجلي في صحيفة التيار الغراء شعرت بأنه يلزمنا أو على الأقل من تناول هذا الموضوع أن يعتذر لهذا الرجل أحمد عبد الله فقد أثبت ذلك التحقيق أن المؤسسسة كلها قائمة على باطل وأن الإطار السياسي الذي يحكمها كله سالب ويعشش فيه الفساد وعدم الانضباط فالقصة ليست قصة إداري منحرف انما قصة منظومة كلها مصدية ومسوسة، وبعبارة جامعة كلها فوضى في فوضى، وهذه الفوضى مقصودة لحاجة في نفس القائمين على الأمر ولهذا يصبح دور الفرد مهما تجبر وطغى وفسد دورا ثانويا.
إن تكاليف الحج كما هو معلوم للكافة ليست واقعية وأن الحاج السوداني ربما كان أكثر حجيج بيت الرحمن دفعا لتكلفة الحج مع أن السودان من أقرب الدول للسعودية جغرافياً فالحاج السوداني مثقل بالأتاوات التي تفرضها عليه جهات مختلفة فمطلوب منه دعم التلفزيون والفريق القومي وسودانير وحاجات تانية حامياني فالتحقيق المشار اليه كشف بعض هذه الجهات وليت هذا كان يتم بشفافية وبأرونيك 15 وأورنيك 17 لنقول إن الدولة تبتز الحاج فإن (تاكلك) الدولة أخف من أن (ياكلك) فرد فيها ولكن للأسف فإن كل هذه المليارات تتحرك بأوامر شفاهية من النافذين وعبر مدراء المكاتب وبالطبع السيد المدير ينفذ بذات الشفاهية التي هي عدو الشفافية الأول لا بل حتى عضو البرلمان الذي أقام الدنيا على أحمد عبدالله كان ذلك بدافع شخصي لأنه طالب بزيادة غنيمته الراتبة ففي مثل هذا المناخ ما الذي يمنع المدير من أن يبرطع على كيفه؟ ما الذي يمنعه أن يصارع وزيره ويحتمي ليس بالذين عينوه فقط بل الذين كان ينفذ أوامرهم المليارية الشفاهية، أي الذين قدم لهم السبت؟ وبالطبع الوزير شريك كامل الدسم في كل هذه الفوضى ولو بالسكوت، لذلك يحق للمدير أن يطلب منه ألا يرفع عينه عليه .إذن يا جماعة الخير القصة ما قصة مدير غير منضبط (أحسن نلطف الكلمات) إنما نظام مهترئ ولو وقف عليه أحد لانجرف به، فالكل من فوق لتحت ومن تحت لفوق دافننو سوا، عليه ليس من العدل أن (يشيل) المدير النائحة وحده .
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]