هنادي محمد عبد المجيد

العبادة و اتباع الهوى

العبادة و اتباع الهوى
العبادة :هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة,وللعبادة ثمرات كثيرة,تعود على المؤمنين بالنفع في دنياهم وأخراهم ومن ذلك:انها تغذي الروح وتربيها,وتحقق حرية الانسان, وهي بمفهومها الشامل تنتظم كل أوجه الاصلاح الفردي والاجتماعي حيث ان كل عمل صالح يقوم به الفرد, أو تقوم به الجماعة يدخل في معنى العبادة, اذا ابتغي به وجه الله جل وعلا,قال تعالى(قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الي أنما الاهكم الاه واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)وقال تعالى (قل اني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا اتبع أهواءكم قد ضللت اذا وما أنا من المهتدين)وقال تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله , دلني على عمل اذا عملته دخلت الجنة,قال : <تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان>قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه, فلما ولي قال النبي صلى الله عليه وسلم<من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا>وعن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <العبادة في الهرج كهجرةالي>
<اتباع الهوى> هو ميل النفس الى الشهوة ,قال تعالى (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ان يكن غنيا أوفقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وان تلووا أو تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا) وقال تعالى (ان الساعة آتية أكاد اخفيهالتجزى كل نفس بما تسعى, فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى)وقال تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) وقال قطبة بن مالك رضي الله عنه :كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: <اللهم اني أعوذبك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء>وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <ان مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى>
أن أصل المخالفات اتباع الهوى والانقياد الى الأغراض العاجلة, والشهواة الزائلة,وقد تضافرت النصوص من الكتاب والسنة والمروي عن السلف الصالح على ذم الأهواء المضلة والتحذير من اتباعها, لما لها من آثار سيئة, وعواقب وخيمة على أصحابها في الدنيا والآخرة , ومن ذلك ما خاطب الله تعالى به نبيه داوود عليه السلام بقوله (يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب), اللهم أعنا على ذكرك وشكرك ,وحسن عبادتك, اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]