هنادي محمد عبد المجيد
الطهارة والنجاسة
<الطهارة>هي نوعان :طهارة جسم وطهارة نفس,ولكل معناه الاصطلاحي,فطهارة النفس:هي ترك الذنب والعمل للصلاح وتنقية النفس من المعايب, وطهارة الجسم:هي رفع الحدث أو ازالة نجس أو مافي معناهما وعلى صورتهما,وللطهارة منزلة عظيمة في دين الاسلام ماكان منها حسيا وما كان معنويا ولا أدل على ذلك من تلك الحفاوة البالغة بها والمتمثلة في تصدير كتب الفقه والحديث بها بحيث لا يخلو مصنف من مصنفات الحديث والفقه من الاسهاب في الحديث عنها في صدارة موضوعاته,واذا حدث وأخلي مكان الصدارة لموضوع آخر فانه لا يهمل الحديث عنها بعد ذلك بحال من اللأحوال, وهذا الاهتمام بأمر الطهارة ظاهرا وباطنا من محاسن هذا الدين حيث له قصب السبق في هذا المجال الذي يتنافس في احرازه كثرة من الهيئات والأفراد في الآونة الأخيرة,قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلواتك سكن لهم والله سميع عليم)وقال تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) وقال (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: <يا بلال ,حدثي بأرجى عمل عملته في الاسلام,فاني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة>قال سيدنا بلال:”ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار الا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي “,وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله,كانت خطوتاه احداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة>وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<الطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها>
<النجاسة>النجاسة العينية:هي كل عين حرم تناولها على الاطلاق مع الامكان حال الاختيار لا لحرمتها ولا لاستقذارها ولا لضررها في بدن أو عقل ,قال تعالى (يأيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)وقال تعالى (قل لا أجد في ما أوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فانه رجس أو فسقاأهل لغير الله به فمن أضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهمافقال النبي صلى الله عليه وسلم: <يعذبان وما يعذبان في كبير>ثم قال:<بلى كلن أحدهمالا يستتر من بوله,وكان اآخر يمشي بالنميمة>ثم دعى بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له:يا رسول الله!لم فعلت هذا؟قال:<لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا, أو الى أن ييبسا>وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه>.قال ابن القيم رحمه الله:”الجنة لا يدخلها خبيث ولا من فيه شيء من الخبث فمن تطهر في الدنيا ولقي الله طاهرا من نجاسته دخلها بغير معوق ومن لم يتطهر في الدنيا فان كانت نجاسته عينية كالكافر لم يدخلها بحال وان كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعدما يتطهر في النار من تلك النجاسة ثم لا يخرج منها”والنجاسة بدنية كانت أو قلبية قد نفر منها الاسلام وأمر بالتنزه عنها,فهي حائلةبين عبادة العبد وقبولها,وهي لذلك من أسباب عذاب القبر كما ذكرنا.اللهم اجعلنا من الطاهرين المتطهرين انك على كل شيء قدير,اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]