الطاهر ساتي

هذه المؤسسة التعليمية ..أصلحوها أو اغلقوها..!!

(3.5هذه المؤسسة التعليمية ..أصلحوها أو اغلقوها..!!
** أكاديمية السودان للعلوم المصرفية – المسماة سابقا بالمعهد العالي للدراسات المصرفية – مؤسسة تعليمية حكومية لاتزال تابعة لبنك السودان كأي مصرف حكومي أو خاص، ودائما محافظ بنك السودان هو رئيس مجلس أمناء هذه الأكاديمية.. وهذا وضع مخل، ولايتناسب مع مؤسسية الدولة وأجهزتها.. إذ تلك المؤسسية تقتضي بأن تكون هذه الأكاديمية تابعة لوزارة التعليم العالي، وتحتكم بقوانينها ولوائحها كما كل الجامعات والكليات، العامة منها والخاصة..وأن يؤسسها بنك السودان ويمولها، لايعني بأي حال من الأحوال أن تظل تبعيتها خارج سلطة وزارة التعليم العالي ( إدارة التعليم الأهلي )، وكثيرة هي الجامعات العامة والخاصة والتي تم تأسيسها بأموال العامة والخاصة، ومع ذلك لاتتصرف إداراتها كما تشاء كما تفعل إدارة هذه الأكاديمية ومجلس أمناءها.. !!

** على سبيل المثال..لأي مدير، بأية مؤسسة تعليمية، دورة إدارية مقيدة بزمن (4 سنوات )، وقابلة للتجديد مرة واحدة فقط، ولكن مدير أكاديمية السودان للعلوم المصرفية تم تعيينه قبل ( 13 سنة)، ولايزال مديرا كأول سابقة في تاريخ مؤسسات التعليم العالي بالبلاد، والسبب هو المحافظ السابق لبنك السودان ..أي كما كاد أن يظل سيادته (مديرا مدى الحياة ) في رئاسة بنك السودان، ظل يقدم الدعم غير المبرر لمدير هذه الأكاديمية ليظل (مديرا مدى الحياة ) أيضا..علما بأنه تجاوز سن المعاش بخمس سنوات، وهذه أيضا أول سابقة في تاريخ مؤسسات التعليم العالي بالبلاد، ويخالف قرارمجلس الوزراء، بحيث لم نسمع أو نرى مديرا تخطى سن التقاعد ممسكا بمنصب المدير الي ما بعد سن التقاعد.. وإن كان هناك قانونا مخفيا يبيح ذلك، فالعدل يقتضي تعميمه وتطبيقه في كل جامعات السودان ومعاهده وكلياته التي تذخر بالعلماء والخبراء – الذين يتقاعدوا في سن الستين- وليس في أكاديمية السودان للعلوم المصرفية فقط ..!!

** ثم..في نظم ولوائح التعليم العالي، لايحق لأي مدير بأية مؤسسة تعليمية الجمع بين مدير المؤسسة ورئيس المجلس الأكاديمي بذات المؤسسة، مثل هذا الجمع يخالف تلك النظلم واللوائح، ولكن مدير أكاديمية السودان للعلوم المصرفية ظل – ولايزال – يجمعهما (زي الترتيب)، أي بلسان حال قائل ( ياخ نظم شنو؟، ولوائح شنو؟، حريقة فيها ).. وما كان له أن يفعل ذلك لو كانت سلطة وزارة التعليم العالي هي العليا في تلك الأكاديمية، ولكن – للأسف – لاسلطة لتلك الوزارة عليها، بل السلطة العليا كانت ولاتزال هي سلطة بنك السودان، ولذلك ليس في الأمر عجب بأن يجمع المدير منصبين لايجوز جمعهما..هذا غير أن الإدارة تتعمد إخفاء معلومات مهمة – ذات صلة بمرتبات العاملين – عن صندوق التأمين الإجتماعي، وللأسف العاملين بالأكاديمية هم الذين يدفعون ثمن هذا الإخفاء خصما من حقوق وفوائد ما بعد الخدمة.. ومن جراء ذاك التلاعب والتزوير، تلقت الإدارة – حسب الوثائق التي بطرفنا – انذارات قانونية بالحجزعلى منقولات الأكاديمية من قبل الصندوق لعدم الوفاء بمستحقات التأمين الإجتماعي ..فالمعلوم أن مال التأمين يخصم من راتب العامل ثم يورد في خزينة الصندوق، ولذلك معيب جدا أن تخصم الإدارة من مال العامل ولا تورده في خزينة الصندوق.. الكلام ده عيب يا جماعة، لو بتعرفو العيب ..!!

** ثم المحسوبية في التوظيف.. نعم هذه إحدى آفات عصر البدريين،ولكنها تمارس في هذه الأكاديمية بشكل سافروقبيح ..فلنقرأ الحكاية التالية – على سبيل المثال – من وثائقها :..للأكاديمية مركز أكاديمي ب(حي العشرة)، به أكثر من ألف طالب، كان مشرفهم الإداري السابق من حملة الماجستير مع الخبرة المطلوبة في العمل الإداري، ولكن المشرف الحالي يحمل فقط ( شهادة اكمال الثانوي)، وليس النجاح، مع خبرة (عامل سابق باحدى الكافتريات)..تخيلوا، منصبا كان يتولاه موظف يحمل درجة ماجستير مع خبرة في العمل الاداري ، يتولاه حاليا موظف يحمل درجة ( رسوب في الشهادة الثانوية) وخبرة ( عامل كافتريا )، والوثائق بطرفنا، بما فيها تلك (الشهادة المقدودة)..علما بأن بعض عمال الأكاديمية من حملة الشهادة الجامعية، ولكنهم ليسوا من (ذوي القربى )، ولذلك صاروا عمالا وليسوا كما ذاك (مشرفين اداريين )..لكل تلك الموبقات، وغيرها، يتواصل هذه الأيام مسلسل إستقالات حملة الدكتوراة والماجستير – بالجملة – تحت سمع وبصر رئيس مجلس الأمناء، محافظ بنك السودان، ولا يسألهم سؤالا من شاكلة : ( لماذا تهربون بجلدكم ؟)..ولو سألهم، لتلقى إجابة من شاكلة : ( لأننا شرفاء، ولايشرفنا العمل تحت مظلة إدارة فاسدة كهذه)..على كل حال، نقترح لوزارة التعليم العالي بالتدخل في الأمر عاجلا، بحيث تصلح حال الأكاديمية أو( تقفلها وتريحنا منها )، إن عجزت عن الإصلاح..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]