هنادي محمد عبد المجيد

البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله
البكاء من خشية الله هو سيلان الدموع من أثر الخوف من الله أو للتعبير عن حزن في الفؤاد,وهو دليل على رقة القلب واستجابته,ودليل على صلاح العبد واستقامته وخشيته ومراقبته لربه,والبكاء من خشية الله سمة أهل العلم الخاشعين المخبتين ,قال تعالى (واذا سمعوا ما أنزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)وقال تعالى (ان الذين أوتوا العلم من قبله اذا تتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا,ويقولون سبحان ربنا ان كان وعدربنا لمفعولا,ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)وقال (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع,ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم)وعن ثوبان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <طوبى لمن له ملك لسانه,ووسعه بيته,وبكى على خطيئته>وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قرأ (ويل للمطففين)فلما بلغ(يوم يقوم الناس لرب العالمين)بكى حتى خر وامتنع من قراءة ما بعدها>وهذا هو السبيل الممهد للرحمة والحكمة والنجاة والفوز في الدارين.
<قسوة القلب>وهي غلظ القلب,وقسوة القلب تذهب اللين والرحمة والخشوع من القلب,وصاحب القلب القاسي بعيد عن التأثر بذكر الله تعالى,ومن ثم فهو بعيد من الله بعيد من الناس,وقسوة القلب تظهر آثارها في سلوكيات وأخلاق أصحابها,وصورة الشديد الغليظ,قاسي القلب صورة معيبة تنفر منها الطباع القويمةوالفطرة السليمة, وللقسوة دواعي تؤجج جذوتها في القلوب ومنها:الانغماس في المعاصي,والتلذذ بالنعم دون أداء حقوقها,والآنشغال بلغو الحديث وتتبع هفواته,قال تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد فهي كالحجارة أو أشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)وقال (فلولا اذجاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)وقال (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين)وقال (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما أنزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)وعن ابن مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال:أشار رسول الله بيده نحو اليمن فقال: <الايمان يمان هنا هنا,ألا وان القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الابل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر>اللهم ألن قلوبنا بذكرك ولا تجعلنا من الذين قست قلوبهم فنكون من الخاسرين,اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]