هنادي محمد عبد المجيد

الرجاء واليأس

الرجاء واليأس
<الرجاء>قال المناوي :الرجاء ترقب الانتفاع بما تقدم له سبب,وفيه تقوية لجانب العبودية بما يظهره العبد من فاقة وحاجة الى ما يرجوه من ربه,وما يترقبه من احسانه,وكونه لا يستغني عن فضله طرفة عين, وفيه تكميل لمراتب العبودية من المحبة والخوف والتوكل والاستعانة,وهو سبب عظيم لتكفير السيئات ومغفرة الذنوب,قال تعالى (ان الذين ىمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم)وقال تعالى (ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما)وقال تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)وقال (امن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب)عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: <كيف تجدك؟>قال:والله يا رسول الله اني أرجو رحمة الله واني أخاف ذنوبي,فقال رسول الله: <لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن الا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف>وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: <قال الله:ياابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ماكان فيك ولا أبالي,يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي,ياابن آدم انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة>وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال رضي الله عنه عند صلاة الفجر: <يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام فاني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة>قال سيدنا بلال:ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار الا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي>هكذا كان الرجاءعند أصحاب رسول الله الصادقين.<اليأس>وهو انقطاع الرجاء,وقال العز بن عبد السلام:اليأس من رحمة الله هو استصغار لسعة رحمته جل وعلا ومغفرته,وذلك ذنب عظيم وتضييق لفضاء جوده,وهو من كبائر الذنوب لما فيه من سوء ظن بالله وبسعة رحمته ومغفرته,ولذا فانه يتنافى كل التنافي مع أخلاق المؤمنين حقا وصدقا,ولا يوصم به الا من قطع صلته بالله وأساء ظنه من الكافرين المعاندين,قال تعالى (واذا أنعمنا على الانسان أعرض ونئا بجانبه واذا مسه الشر كان يؤسا)وقال تعالى (والذين كفروا يآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم)وقال (لا يسأم الانسان من دعاء الخير وان مسه الشر فيئوس قنوط)وقال (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)وعن عقبة بن عمرو انه قال لحذيفة رضي الله عنه:ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:اني سمعته يقول : <ان مع الدجال اذا خرج ماء ونار فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد , واما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق,فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى انها نار فانه عذب بارد>قال حذيفة وسمعته يقول: <ان رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض روحه فقيل له:هل عملت من خير؟قال:ما أعلم,قيل له :انظر,قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا واجازيهم لإأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر, فأدخله الله الجنة>فقال وسمعته يقول:ان رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة لأوصى أهله اذاأنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى اذا أكلت لحميوخلصت الى عظمي فامتحشت فخذوهافاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم ففعلوا فجمعه الله فقال له:لم فعلت ذلك ؟قال:من خشيتك فغفر الله له>وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:نظر النبي صلى الله عله وسلم الى رجل يقاتل المشركين وكان من أعظم المسلمين غناءا عنهم,فقال: <من احب أن ينظر الى أحد من أهل النار فلينظر الى هذا>فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح فاستعجل الموت فقال:بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه, فقال النبي: <ان العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل اهل الجنة وانه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وانما الأعمال بخواتيمها>اللهم انا نسألك حسن الخاتمة اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]