الصمت وحفظ اللسان

الصمت وحفظ اللسان الصمت وحفظ اللسان:قال الكفوي: “الصمت امساك عن قول الباطل دون الحق”قال تعال (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)وقال (قل انما حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغيرالحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به من سلطان وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)وقال (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ليفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)وقال (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت,ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره,ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه>وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنه ادرك عمر بن الخطاب في ركب,وهو يحلف بأبيه, فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: <ألا ان الله عزوجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم,فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت>ان كل عاقل يلزمه أن يستعمل نعمة اللسان فيما يرضي الله تعالى,من الصدع بالحق وملازمة الذكر وما الا ذلك,وليجعل لصمته أوفر نصيب من وقته اذا ما أراد السلامة ونستعين بقوله صلى الله عليه وسلم : <وهل يكب الناس في النار الا حصاد ألسنتهم؟>هكذا وضح لنا نبينا الكريم فضل فضيلة التزام الصمت .
<اللغو>اللغو هو ما تسبق اليه الألسنة من القول على غير عزم قصد اليه,ويتضح المعنى أكثر من خلال كلمات الله تعالى التي تصف المعني,قال تعالى (قد أفلح المؤمنون,الذين هم في صلاتهم خاشعون,والذين هم عن اللغو معرضون)وقال (واللذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما)وقال تعالى (واذا سمعوا اللغوأعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث,وطعمة للمساكين,فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة, ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: <ان من أحبكم وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة, احاسنكم أخلاقا,وان أبغضكم الي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون-جمع ثرثار وهم الذين يكثرون الكلام تكلفا وخروجا عن الحق-والمتشدقون-جمع متشدق وهو الذي يتطاول على الناس من الكلام ويبذو عليهم-والمتفيهقون>قال يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟قال (المتكبرون)>البعد عن اللغو من أركان الفلاح ودلائل الكمال, فلا يستقيم ايمان العبد حتى يستقيم قلبه , ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه,فعلى المؤمن أن يعود لسانه على الجميل من القول والطيب من الكلام,وأن يهجر اللغو ما استطاع الى ذلك سبيلا , فرب كلمة لغو أعقبت في نفس صاحبها حسرة وندامة.اللهم انا نسألك الحكمة وحسن التصرف والتفكير السليم والكلمة الطيبة,اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]