عبد اللطيف البوني

اغاني واغاني, تااااااني !!!


اغاني واغاني, تااااااني !!!
في مقابلة مع صحيفة الراى العام قبل زمن ليس بالقصير اجراها الاستاذ مالك طه مع العالم الجليل الاستاذ ميرغني محمد عثمان قال سيادته ان الشارع العام في القاهرة اكثر انضباطا من الشارع في الخرطوم وطهران لان الشارع في هاتين العاصمتين يعتبر عدم الانضباط والتهتك ضرب من ضروب المعارضة للحكومة التي تتبنى قضية ضبط الشارع والنظام العام ليتواقف مع الشرع بينما في مصر يحدث العكس فالدولة تتولى التغريب والنمط الحداثي لذلك اتخذ المجتمع خطا مغايرا لها لذلك انتشرالحجاب بين النساء واللحى بين الرجال وتجمعات العبادة والذي منه , حديث مولانا هذا والذي اوردنا معناه وليس الفاظه التي سربتها ذاكرتنا الخربة فحواه ان الدولة يفضل ان تبتعد عن دور التربية وتتركه للمجتمع وكما قال الاستاذ فتحي يكن ان السلطان الذي يذع به الله هو سلطان المجتمع وليس سلطان الدولة لانه في تقديرنا ان الدولة (ضل ضحى) تنجمع عن قوم وتنفر عنهم لتذهب لاخرين او كما غنى المغني الكردفاني (ما دوامة) فاعراف المجتمع سطوتها اقوى من قوانين الدولة
مناسبة هذة الرمية هي ماحدث لبرنامج اغني واغاني والذي كتبنا عنه كثيرا في في هذة المساحة لان قصته بالنسبة لنا ليست قصة برنامج غنائي انما قصة سياسة تتبعها دولة تكشف عن ازمة اتخاذ القرار في هذة الدولة وكيف يمكن ان يسيطر مزاج عكر على راحة المواطن كما تكشف صراعا ايدلوجيا بين جماعة يراها الناس من الخارج انها كتلة صماء . فبعد ان نجح متخذ القرار في تتغير زمن البرنامج من المساء الي السهرة وبعد مشاهدة ثلاثة حلقات من هذا البرنامج ونستعد ان شاء الله اليوم الخميس ساعة كتابة هذا المقال لمشاهدة الحلقة الرابعة والتي ستكون مواصلة للحلقة الثالثة مع الفنان الذري ديناصور الغناء السوداني الراحل المقيم ابراهيم عوض وبعد القيام بواجبات منزلية صحفية لرؤية مدى تاثر البرنامج بتغيير المواعيد يمكنني القول ان شعبية البرنامج لم تتاثر على الاطلاق انما زادت بل هناك من اقبل عليه لانه اكتسب صيتا اضافيا في صراع القناة مع الحكومة لابل هناك من جلس لمشاهدته (كيتا على الحكومة) لانها استهدفته دون غيره ليس هذا فحسب بل الكثير من المواقع الالكترونية السودانية اخذت تسجل البرنامج وتقدمه للداخلين عليها اول باول . بعبارة جامعة ان تدخل الحكومة في هذا الامر عاد على البرنامج مزيدا من المشاهدة (راجع كلام مولانا ميرغني اعلاه)
كتب احدى الزملاء معلقا على الحلقة الاولى التي كانت من اغنيات الفنان الرائع الراحل خلف الله حمد قائلا ليت الذين عاكسوا البرنامج شاهدوا تلك الحلقة ليقفوا على روعة هذا الشباب وتحداهم ان يستخرجوا له عيبا في تلك الاغاني الحماسية بتلك الاصوات الشبابية وكتب اخر قائلا انهم سيكونون مع هذا البرنامج حتى ولو كان (ساعة السحور) لانه برنامج (ما يتفوتش) قال لي صديق عزيز (الحمد لله الغيرو زمن البرنامج لان توقيته القديم ضيق لانه محشور بين الافطار والتروايح اما الان فالبراح وااااااسع ويمكن ان نتابع البرنامج بمزااااااج ) اما العبد لله فيقول لو لم يقدم البرنامج طوال هذا الشهر غير اغنية الكنداكة بصوت شريف الفحيل و(احكي الم الفراق) بصوت نادر خضر لكفاه فرغم صعوبة تقليد خلف الله حمد الا ان الفحيل اجاد ورغم استحالة استنساخ صوت ابراهيم عوض الا نادر خضر قدم الاغنية بطريقته واجاد كيف لا وهو الشاب المثقف الذي تنعكس ثقافته على صوته وطريقة ادائه
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]