هنادي محمد عبد المجيد

غض البصر واطلاق البصر

غض البصر واطلاق البصر
غض البصر:هو كف حاسة البصر وهي العين عن مالا يحل النظر اليه,قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم ان الله خبير بما يصنعون,وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو اخوانهن أو بني اخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <اياكم والجلوس في الطرقات>فقالوا يا رسول الله :ما لنا من مجالسنا بد, نتحدث فيها,فقال: <فاذا أبيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه>قالوا:وما حق الطريق يا رسول الله؟قال: <غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: <يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحفظ للفرج,ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء>
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري>عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:كان الفضل رديف رسول الله فجاءت امرأة خثعم فجعل الفضل ينظر اليها وتنظر اليه وجعل النبي يصرف وجه الفضل الى الشق الآخر فقالت:يا رسول الله ان فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟قال:نعم,وذلك في حجة الوداع>البصر نعمة من الله علينا فلا نعصه بنعمه ولا نبارزه بعطاياه ومننه ولزم علينا معاملته بغضنا عن الحرام تربحا ونحذر أن تكون العقوبة هي سلب تلك النعمة,وغض البصر يورث القلب أنسا بالله ويقويه وينيره ويفرحه واذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات اليه وانهالت صنوف البركات عليه فيجمع الله له بين سلطان البصر ونفاد البصيرة وقوة الحجة.
<اطلاق البصر>هو تخليته من قيد الخوف والمراقبة فيذهب ويقع على كل ما يراه,فلا يقف عند حد ولا يراعي حرام,قال تعالى (فلما سمعت بمكرهن أرسلت اليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم)وقال تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)وقال (اللذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم)وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:لم أر شيئا أشبه باللمم مما قال أبوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <ان الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا,أدرك ذلك لا محالة ,فزنا العين النظر,وزنا اللسان المنطق,والنفس تتمنى وتشتهي,والفرج يصدق ذلك أو يكذبه>وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته,ثم خرج الى أصحابه فقال: <ان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فاذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه>عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها وفي البيت مخنث فقال لعبد الله أخي أم مسلمة يا عبد الله ان فتح لكم غدا الطائف فاني أدلك على بنت غيلان فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان,فقال النبي: <لا يدخلن هؤلاء عليكم>وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <لو أن رجلا اطلع عليك بغير اذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه ماكان عليك من جناح>وقال ابن عباس رضي الله عنهمافي معنى قوله تعالى (يعلم خائنة الأعين)هو الرجل ينظر الى المرأة الحسناء تمر به أو يدخل بيتا هي فيه فاذا فطن له غض بصره,وقد علم الله أنه لو يود لو اطلع على فرجها,ولو قدر عليها لزنى بها>قال الشاعر:كل الحوادث مبداها من النظر/ومعظم النار من مستصغر الشرر-والمرء ما دام ذا عين يقلبها في/أعين الغيد موقوف على الخطر-كم نظرةفعلت في قلب صاحبها/فعل السهام بلا قوس ولا وتر-يسر مقلته ما ضر مهجته/لا مرحبا بسرور عاد بالضرر,,,قالوا النظرة سهم مسموم من سهام ابليس,ومن أطلق لحظاته دامت حسراته,ولزم الفطنة لخطورة النظر فهو سبب لأعظم الفتن,فكم فسد بسبب النظر أناس,فالعين مرآة القلب فاذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وارادته,واذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وارادته,ونقش فيه صور تلك المبصرات,فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.اللهم ملكنا أنفسنا وأحفظ علينا حواسنا ,اللهم انا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]