حق الجار وأذى الجار
حق الجار هو الوصية بالجار بايصال ضروب الاحسان اليه بحسب الطاقة,كالهدية,والسلام وطلاقة الوجه عند اللقاء,وتفقد حاله ومعاونته فيما يحتاج اليه,وكف أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسية كانت أو معنوية,وتسمية الجار تشمل المسلم والكافر,والعابد والفاسق,والصديق والعدو,والقريب والأجنبي,وكل يعطي من حق الجوار بحسبه,وحفظ حق الجار من كمال الايمان وحسن الاسلام,وأنه اذا حسنت العلاقة بين الجيران وسادهم الحب والوئام سعد المجتمع كله,وحسن الجوار باب من أبواب الجنة,قال تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا)وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه>وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<خير الأصحاب عند الله:خيرهم لصاحبه,وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره>قال الغزاليرحمه الله:”جملة حق الجارأن يبدأه بالسلام ,ولا يطيل معه الكلام,ولا يكثر عن حالهالسؤال,ويعوده في المرض,ويعزيه في المصيبة,ويقوم معه في العزاء ويهنئه في الفرح,ويظهر الشركة في السرور معه,ويصفح عن زلاته,ولا يتطلع من السطح على عوراته,ولا يضايقه في وضع الجذع على جداره ولا في مصب الماء في ميزابه ولا في مطرح التراب في فنائه,ولا يضيق طرقه الى الدار,ولا يتبعه النظر فيما يحمله الى داره,ويستر ما ينكشف له من عورات,وينعشه من صرعته اذا نابته نائبة,ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته,ولا يسمع عليه كلاما,ويغض بصرهعن حرمته,ولا يديم النظر الى خادمته,ويتلطف بولده في كلمته,ويرشده الى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.”
<أذى الجار>هو الاساءة اليه بأي نوع من أنواع الاساءة حسية كانت أو معنوية,قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا)وعن أبي هريرة رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال:<اذهب فاصبر>فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال:<اذهب فاطرح متاعك في الطريق>فطرح متاعه في الطريق,فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره,فجعل الناس يلعنونه:فعل الله به ,وفعل وفعل,فجاءه اليه جاره فقال له:ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه.وعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<والله لا يؤمن,والله لايؤمن,والله لا يؤمن>قيل:ومن يا رسول الله؟قال:<الذي لا يأمن جاره بوائقه>قال الغزالي رحمه الله:”يمن المسكن سعته وحسن جوارأهله,وشؤمه ضيقه وسوء جوار أهله>
ان سوء الجوار سبب للعنة الله والملائكة والناس وأذى الجار دليل ضعف الايمان,واذا ساد سوء الجوار بين الناس تقطعت بينهم أواصر المحبة,وساد بينهم الشقاق والتباغض والتناحر,وكل هذا ضد مقاصد الاسلام وأخلاقه السامية.نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]