هنادي محمد عبد المجيد

الحجاب والتبرج

الحجاب والتبرج
الحجاب هو :ستر المرأة لكل مالا يحل لها كشفه من بدنها أمام الأجانب-كل من يحل لها هو اجنبي-وهوزينةو مكرمة وعغة وستر وعزة وكرامة وشرف للمرأة في جميع مراحلها العمرية,وكل مالا يحل لها كشفه: هو سائر بدنها ما عدا الوجه والكفين,كما في الصلاة والحج,والحجاب هو اللبس الساتر الذي لا يصف البدن ولا يشف عما خلفه,وقد حدد الله مناطق من الجسد بعينها وخصها بالستر والحجب ويرد ذكرها في الآية الكريمة, قال الله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو اخوانهن أو بني اخوانهن او بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)وقال تعالى (يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)وعن عائشة رضي الله عنها :أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل اذا تبرزن الى المصانع-وهو صعيد أفيح-فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم:”احجب نساءك,فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل,فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء- وكانت امرأة طويلة-فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة,حرضا على أن ينزل الحجاب,فأنزل الله آية الحجاب”الآن عرفنا دور سيدنا عمر بن الخطاب في فرض الحجاب فلا عجب أنه عرف بقوته في الحق وغيرته على حرمات المسلمين,وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:< صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها,وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها>لم كل هذا الحرص على حجب المرأة أثناء صلاتها ان لم تكن موضع فتنة !
وعنه رضي الله عنه قال:”انما النساء عورة,وان المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس, فيستشرف لها الشيطان,فيقول:انك لا تمرين بأحد الا أعجبته,وان المرأة لتلبس ثيابها فيقال:أين تريدين؟فتقول أعود مريضاأو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد,وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها”.ما معنى عورة؟العورة في اللغة العربية هي:كل بيت أو موضع فيه خلل يخشى دخول العدو منه,والعورةهي كل ما يستره الانسان استنكافا أو حياءا,لذلك قيل أن المرأة عورة لأنها موطن للجمال والأنوثة لذلك هي مدخل للعدو والعدو هو الشيطان الذي يسول للنفوس الأمارة بالسوء بالوقوع في الذلل ويزين لها المحرمات والشبهات ,والعدو أيضا هو الرجل والمرأة على حد سواء,والا فمن أين تأتي البلايا؟والاسلام خصص للمرأة مكانة مرموقة بحيث تكون مكنونة-أي محفوظة-وأحاطها بسياج متين يحفظ عليها أغلى ما تملك وهو حياؤها وعفتها,فلا ينبغي أن يقابل هذا الاهتمام بغفلة منها أو من أسرتها,أو تفريط تحت ضغط دعوة هدامة, أو رؤية ساذجة تسمى(تحرير المراة وجعلها نديدة للرجل في المظهر والمخبر).
<التبرج>قال الطبري:”التبرج هو أن تظهر المرأة من محاسنها ما ينبغي لها أن تستره,
قال تعالى (والقواعد من النساء اللآتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم) حوت هذه الآية اباحة التبرج للقواعد من النساء اللآتي يئسن من الزواج وبلغن سنا متقدمة ما يدل على مرونة الدين ثم جاء التعفف والاستعفاف والترغيب في الحجاب حتى في هذه الحال بأنه خير للمرأة أن تكون مكرمة مصونة وقال تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان أتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي
في قلبه مرض وقلن قولا معروفا,وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)وفي هذه الآيةأمر لنساء النبي خاصة ولجميع النساء عامة أسوة وقدوةبهن مما يوضح لنا السبب في استحباب مكوث المرأة في بيتها ووجوب طاعتها لأوامر ربها ولزوم التقوى بعدم الخضوع بالقول -أي الآنته لجذب الرجال-وعدم ترك الحجاب والستر كل ذلك لأن الله أراد بالمرأة أن تكون طاهرة ويذهب عنها رجس الشيطان الذي يتمكن منها بعصيانها هذه التعليمات الربانية الخاصة بها,
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<صنفان من أهل النار لم أرهما:قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس,ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة,لا يدخلن الجنة,ولا يجدن ريحها,وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا>والعياذ بالله ,لم ير سيدنا محمد هذا النموذج من النساء لأنه لم يكن في عصره الكريم نساء ترتدين من الملابس مالا يستر من جسدها الا اليسير,وهذا وصف عصرنا الحاضر أجارنا الله ,النساء ترتدين ملابس ضيقة أو شفافة تصف مفاتنهابالتفصيل وكأنها لا ترتدي شيئا,وزاد على ذلك الموضة الحديثة التي ظهرت مؤخرا وهي تغطية الرأس ورفع أعلى الحجاب عند اعلى الرأس
زيادة تدعو للفت النظر وجذب الانتباه وتكون على شكل سنام الجمل ,هؤلاء الصنفان من النساء لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها,لأن هاتان الصفتان فيهما دعوة صريحةولفت انتباه للرجال وكانها تقول أنظروا الي, ثم ماذا بعد النظر؟ من ذلك نخلص الى أن التبرج آفة ماان ترفع عقيرتها في مجتمع الا أتت على ماضيه بالخزي وحاضره بالميوعة,ومستقبله بالضياع,وللخطورة التي يمثلها هذا النوع من الفتن كان أن حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته منها فقال:<ان الدنيا حلوة خضرة,وان الله مستخلفكم فيها,فينظر كيف تعملون,فاتقوا الدنيا,واتقوا النساء,فان أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء>صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم,اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وأعف عنا واغفر لنا وارحمنا واسترنا واصلح حالنا ظاهره وباطنه,اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]