هنادي محمد عبد المجيد
الستر والفضح
قال الله تعالى (ويوم يحشر أعداء الله الى النار فهم يوزعون,حتى اذا ماجاؤهاشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون,وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي انطق كل شيءوهو خلقكم أول مرة واليه ترجعون,وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون,وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:<المسلم أخو المسلم,لا يظلمه ولا يسلمه,ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته,ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة,ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة>وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:<من أستطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل>وعن يعلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز-بفتح الباء:وهو الموضع الفضاء الواسع الذي لا جدران عليه ولا حوائش من أشجار ونحوها-فصعد المنبر,فحمد الله وأثنى عليه وقال:<ان الله حليم حيي ستير يحب الحياء والستر,فاذا اغتسل أحدكم فليستتر>وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه:”(بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلواأولادكم ولا تأتون ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ومن اصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو الى الله ان شاء عفا عنه وان شاء عاقبه>فبايعناه على ذلك”,
وعن صفوان بن محرز المازني قال:بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنه آخذ بيده اذعرض رجل فقال:كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟فقال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:<ان الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره,فيقول:أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا؟فيقول:نعم أي رب حتى اذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال:سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته.وأما الكافر والمنافق(ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال:<لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله ولو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عزوجل>وقال ابن حجر رحمه الله :”معنى قوله ستر مسلما:أي رآه على قبيح فلم يظهرهاللناس,وليس هذا ما يقتضي الانكار عليه فيما بينه وبينه,ومن الستر أيضا:أن يستتر الانسان اذا وقع منه شيء”ومن فضائل الستر: أن من ستر عيب غيره ستره الله في الدنيا والآخرة,كما أن ستر عيوب الناس يؤدي الى المحبة بينهم ,والستر من مقتضى أسماء الله الحسنى فهو ستير يحب أهل الستر.
<الفضح>الفضيحة:انكشاف مساوئ الانسان ومن ثم يكون الفضح:والفضح هو أن يكشف المرئ عن مساوئ أخيه ليعرف بها,وهذا المعنى قريب من التشهير وكشف العورات,قال الله عن لوط عليه السلام حين هرع اليه قومه للنيل من أضيافه (قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون)وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد قصاص بقصاص >وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين,ولا تتبعوا عوراتهم ,فانه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته,ومن يتبع عورته يفضحه في بيته>وعن ابن عباس رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة,ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته>والفضح اعتداء والاعتداء محظور شرعا ,ومن جرؤ على هتك الأستار وكشف الأسرار لا يأمن من نقمةالعزيز الجبار والذي يوشك ان يهتك ستره ويكشف سره ولو بعد حين فكما تدين تدان,وكما تزرع تحصد وبالكيل الذي تكيل تكتال جزاءا وفاقا ومن فضح سر أخيه أو عورته فضحه الله في الدنيا والآخرة على رؤوس الأشهاد ,وفضح المسلم وكشف عورته دليل ضعف الايمان وهو من كبائر الذنوب.اللهم أسبل علينا سترك يا ستار,اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]