عبد اللطيف البوني

انيمياء في الطريق


انيمياء في الطريق
الدكتور خليفة العوض استشاري أمراض الكلى المعروف قال من خلال برنامج إذاعي: إن مريض الكلى لا بد له من تقليل البروتينات أي يقوم بعملية تخسيس (رجيم) حتى لا يرهق كلاه المرهقة أصلا ، لكن في السودان -والكلام للدكتور- خليفة مريض الكلى لا يحتاج إلى هذا الرجيم لأنهم قاموا بدراسات على ما يأكله السوداني العادي من تقلية وفول والذي منه واكتشفوا أنه لا يعدو أن يكون الرجيم في الدول المتقدمة بعبارة أخرى أن الذي يقوم بعملية التخسيس في الدول المتقدمة الأخرى سيأكل من البروتينات ما يأكله السوداني العادي (ويا ميلة بختك يا أمة السودان).
الكلام أعلاه صادر من شخص من أهل العلم الطبي إلا أنه يكشف أبعادا اجتماعية واقتصادية أخرى فهذا الكلام يشكف فقر المائدة السودانية مقارنة مع موائد مواطني الدول الغنية وهذا شيء طبيعي فالفقر هو الفقر عندما يضرب أمة ما فإنه لايستثني وجها من أوجه الحياة ، الأكلوالشرب والكساء والسكن والملبس لا بل أي واحد من هذه العناصر يصلح أن يكون مقياسا للحالة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع ، كما أن الأوضاع المعيشية كلها كم واحدافلا يمكن أن تجد مجتمعا متقدم افي السكن ومتأخرا في الملبس أو يشرب الماء كدرا وطينا ويأكل (المطايب) أو شخص يسكن في فيلا فاخرة بينما تتناقص كميات البروتين في أكله.
في تقديري أن كلام دكتور العوض أعلاه ينبه القائمين على أمر البلاد للالتفات لأمر معيشة هذا الشعب الفضل فإن تدهورها أكثر مما هي عليه الآن سوف يجر على البلاد كوارث أخرى فطالما أننا نعيش الآن بالحد الآدنى فهذا يعني أن أي انزلاق للخلف يعني أننا دخلنا مرحلة الانيمياء الأمر الذي سوف يفرض على الدولة المزيد من الخدمات الصحية واستيراد الأدوية المكلفة جدا مما يزيد ضغط الدولة على مواردها الشحيحة من العملات الصعبة وبالتالي يزيد فقرها ففقر المواطن من فقر الدولة والعكس صحيح.
التضخم الذي يتكلم عنه الاقتصاديون قد وصل مرحلة متقدمة في بلادنا هذه الأيام فاللحوم والسكر والذرة والقمح وزيوت الطعام كلها أصبحت (نار الله الموقدة) بعض هذه الأشياء ارتفع بموجب قانون العرض والطلب وبعضها ارتفع بفعل فاعل أراد أن يغتني على حساب معيشة هذا الشعب المرشح للانيمياء وبعضها مرتفع نتيجة لسياسات إدارية سائدة فارتفاع أسعار اللحوم مثلا سببه هذه الأخيرة لأن كيلو اللحم في بعض مناطق السودان المنتجة للماشية يساوي ربع سعره في العاصمة وارتفاع الأسعار ناتج من الترحيل وارتفاع الترحيل ناتج من الضرائب والإيتاوات وصفافير الطريق التي تفرضها الدولة ممثلة في مستويات الحكم المختلفة . أما أسعار السكر فيقف خلفها كارتيل خطير يحسب أرباحه هذه الأيام بالدقيقة . زيوت الطعام يمكن محاربة ارتفاع أسعارها بزراعة القطن وهو مثل السكر يقوم عليه كارتيل لا يتلاعب في مصالحة الخاصة أما الذرة فمزارعها يتعرض لكثير من المطبات كما أن ترحيلها يخضع لما خضع له ترحيل الماشية، إذن يا جماعة الخير الحد الأدنى من المعيشة الذي نعيشه الآن والمرشح للانيمياء يمكن للدولة أن ترتفع به إذا أحسنت سياستها ولكن للأسف الدولة مشغولة (مشغولة بايه؟) الإجابة عند العنبة
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]