لماذا لا يحدث « إختراق » في الداخل ..؟!
هذه الكلمة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب..
اصطلاحا .. فإنها – أي هذه الكلمة – أقوال، لا نرى لها على أرض الواقع ،أفعال..!.
في نيفاشا، رغم سني الحرب الطويلة.. فقد حدث «اختراق» في التفاوض.. انتهى باتفاق قاد إلى انفصال..!.
ورغم التنازل الكبير الذي قدمه الشمال، بقبول اقتطاع جزء عزيز من الوطن.. في سبيله مُهرت المهج والأرواح.. ودُفعت ملايين الجنيهات، من بين افواه الجائعين والمعدمين في بلادي، إذ كانت الحكومات المتعاقبة تصرف على الجنوب سلماً وحرباً..!.
ولكن – على الدوام – ظل اختراق المفاوضات، يتحول إلى خروقات في تنفيذ الاتفاق..!.
والحال ياهو نفس الحال، في اتفاقات سلام دارفور..
تصرف الحكومة بسخاء، من أجل أن يضع المتمردون سلاحهم.. ثم يأتي بعضهم في مواقع رفيعة بالقصر، – مثل مناوي -..!.
ولكن تحدث أيضا خروقات..!.
بالأمس ظهر وزير الدفاع السوداني مع وزير دفاع دولة الجنوب .. وقالا بحدوث اختراق في اتفاق الترتيبات الأمنية..!.
ولكن الحركة الشعبية.. وبالدليل العملي،اتضح أنها تمارس «تكتيكاً» مكشوفاً لكسب الوقت.. بيد أنها – وبمعاونة الأمريكان – انكشف أنها وصلت لبديل عن أراضي السودان في تحريك أنابيب النفط.. والمخطط مستمر أن يتم ذلك عبر دول أفريقية..!.
يا مؤتمر يا وطني.. ويا حكومتنا.. ويا سيادة الرئيس البشير .. العدو سيأتي من بين خلافات ومناكفات الجبهة الداخلية الشمالية.
لماذا لا يحدث اختراق في التفاوض مع أحزاب الداخل المعارضة.. ولماذا لا يتفاوض المؤتمر الوطني مع الذين يحملون السلاح في جنوب كردفان والنيل الأزرق..؟!.
ولماذا لا يحدث اختراق قومي في وضع خطة متفق عليها لاستكمال سلام دارفور.؟!.
لماذا لا نخرج من الخروقات المزمنة.؟!.
باختراقات بين الشماليين، فيما بينهم..؟!.
المبادرة ينبغي أن تنطلق من المؤتمر الوطني..
وليكف عن الجري وراء سراب، يحسبه الظمآن ماءً..!..
صحيفة الوطن
رئيس التحرير – عادل سيد أحمد