صلاح شكوكو

حينما تكون المؤازرة واجباً


حينما تكون المؤازرة واجباً
مدرب الهلال (ميشو) مصنف بأنه متمرس وذو دراية جيدة باللعب الأفريقي، ويعتقد الكثيرون أنه فهم الهلال جيدا كذلك، لكنه كثيرا مايعطي إشارات سالبة يفسرها الكثيرون على غير ذلك، خاصة حينما يبدأ مبارياته بتوليفة تتأتى على نحو يخالف المألوف، لكن سرعان مايعود للتوليفة الأساسية، ممايجعل الناس في حيرة من أمرهم، ولولا أن الهلال يخرج في آخر المطاف منتصرا لكان هذا الشأن سيكون وبالا عليه وعلى الهلال.

ولأن لكل شيخ طريقة يظن الظانون رغم شكهم بأن طريقة ميشو هذه مبنية على تكتيك معين، خاصة وأنه يمارس ذلك بتكرار، لكن السؤال يكون على النحو التالي: هل سيسعف الزمن ميشو كل مرة للعودة للتوازن كيما يريد ووقتما يشاء ذلك؟ ولماذا يُشرك لاعبي خط الدفاع في منطقة الوسط بينما للوسط لاعبيه المعروفين؟ ثم لماذا يبدأ اللعب بلاعب واحد في خط الهجوم ؟.

والملاحظ أن الرجل بدأ مبارتيه الإعداديتين بذات هذا المنوال الغريب، مما جعل الفريق التنزاني يتقدم على الهلال، ثم بعدها يبدأ في التغيير للتعديل النتيجة لصالح الهلال، ممايفرض على الناس السؤال التلقائي حول لماذا يفعل ذلك إن كان يعلم الصورة الأفضل ؟ وفي الحقيقة هذه الجزئية هي التي تجعل الناس بين الإطمئنان والتوجس.

هنا نقول أن كل الإجابات موجودة في ذهن المدرب الصربي، خاصة وأن المباريتين كانتا إعداديتين، وفي الإعداد تكون التجربة والإحلال والإبدال، أما في المباريات الرسمية ففي تقديري المتواضع أن الترسيخ التدريبي أمر مهم، فإن كانت علامة الإستفهام هذه قد طالت اللاعبين أنفسهم، فإن هذا يعني أن هناك حالة من التوجس والإرباك، إذ لابد أن يكون اللاعبين أنفسهم على إيمان قاطع بالفكرة.

وليس ببعيد عن أجواء اللقاء فإن الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) كان قد خاطب الإتحاد الإتحاد السوداني لكرة القدم يفيده بإيقاف لاعبي فريق القطن الكميروني (مومى هيلير وموبوتو تدى) وبذا لايحق لهما المشاركة في مباراة اليوم أما الهلال بإستاده بأم درمان، لكن الفريق الكميروني ظل يترقب من جانب آخر وصول نجميه المشاركين مع منتخب الكاميرون في كاس العالم للشباب بكولومبيا ليكتمل عقده للقاء.

وكان الهلال قد أدى مرانه الختامي بمشاركة جميع اللاعبين وتحت إشراف مدربه الصربي ميشو ومساعده طارق احمد ادم في اطار تحضيراته لمواجهة القطن، وقد ظل الجهاز الفني يعمل من خلال التمارين والمباريات الإعدادية على معالجة الأخطاء التي ظهرت في المباريات الماضية، مع التركيز على الجوانب التكتيكية المرسومة وفق واقع قراءة مباريات فريق القطن، وقد تم التركيز على اتقان اللاعبين الإرسال الطولي للكرة خلف المدافعين، والتي تتطلب قدرا عليا من التركيز والإنتشار بغية ضرب دفاع القطن للإستفادة من البطء الذي يلازم معظم افراده.

وقد ظهر جليا في مبارة الرجاء المغربي أن الهلال يعاني من ضعف واضح في اللياقة البدنية التي جعلت ذلكم اللقاء ضعيفا من الناحية الفنية، حيث أكد ميشو أن ذلك كان بسبب الإرهاق البدني الذي لازم اللاعبين.. كما لوحظ أيضا غياب الأداء التكتيكي الممرحل، الى جانب أن الحركة ذاتها كانت حماسية أكثر منها خططية وتكتيكية، علاوة على البطء الشديد في الحركة وعدم التركيز في الثلث الأخير من الملعب، مشمولا بالأخطاء المتكررة في التمرير والإستلام، خاصة في منتصف الملعب، إضافة الى العيب الدفاعي المزمن في الكرة السودانية، وهو سؤ التمركز داخل الصندوق وقرب المرمى عند الكرات المعكوسة داخل منطقة الجزاء والتي بسببها تفقد فُرقنا المبارايات دائما.

ومن المتوقع أن يشارك في مبارة اليوم كل من (كاريكا) العائد من الإصابة والذي أخضع مع زميله (خليفة) لتمارين تأهيلية خاصة، بغرض إعدادهما للمبارة والذين إن شاركا سيغيران وجه الطريقة التي سيؤدي بها الهلال المبارة، خاصة وأن كاريكا كان قد غاب عن مبارة الرجاء الماضية.

ومعلوم أن القطن يولى مبارته هذه أمام الهلال إهتماما خاصا، رغم ما يعانيه الفريق بسبب الإيقاف الذي طال لاعبين من لاعبيه، بل يعتبرالقطن لقاء الهلال فرصة هامة يعوض من خلالها خسارته أمام أنيمبا في غاروا بهدفين مقابل ثلاثة، ليعود للبطولة من جديد، مما يجعل هذه المبارة تكتسب بعدا تطلعيا للفريقين، ويجعلها مباراة ذات أهمية كبرى في إطار مباريات الجولة الثالثة لمرحلة مجموعات دوري ابطال افريقيا.

هذه المبارة تفرض على جمهور الهلال والجمهور الرياضي بكل أطيافه واجبا قوميا قوامه الوقفة الصلبة مع الهلال، من خلال المؤازرة القوية داخل الإستاد، بأن على الجمهور أن يكون مشجعا وليس متفرجا، خاصة وأن المبارة تعتبر مباراة قومية يخوضها الهلال بإسم السودان، بل يجب على الجميع أن يكونوا صفا واحدا خلف الهلال متناسين إنتماءاتهم الضيقة وميلوهم اللونية.

في تقديري الخاص أن الهلال مؤهل للفوز في هذا اللقاء، خاصة وأنه أعد العدة بصورة جيدة، علاوة على أن المباراة تجيء بعد مبارة الرجاء التي فاز فيها الهلال، مما يعني أن الجانب المعنوي الذي يكمّل الجوانب البدنية والذهنية حاضرٌ في اللاعبين، ومن المفترض أن يكون المدرب قد أدى مبارياته الإعدادية وتمارينه العامة والخاصة بتوازن دقيق، مع تحديد فترات الراحة بطريقة مناسبة، حتى لايُدخل اللاعبون في حالة الإرهاق بسبب زيادة الحمل الأدائي والتدريبي الذي سينعكس سلبا على الأداء الكلي .

والفوز في مبارة اليوم سيجعل للهلال صدى كبيرا ورصيدا مقدرا، وهو في خاتمة المطاف رصيد للكرة السودانية التي أخذت تتعافى من كثير من العلل، متمنين أن تكون فكرة الأشبال المنتظرة خير معين لها.

وأخيرا ندعو كافة الرياضيين للوقوف مع الهلال.. بل نقول لمن لم تحدثه نفسه للوقوف خلف الهلال اليوم، علية بأن يراجع معينه من الوطنية.. لأن الهلال اليوم يمثل الوطن .. وحينما يتجسد الوطن في الهلال يكون للمؤازرة لون الواجب.
——————-
ملء السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ
——————- صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو )
[email]shococo@hotmail.com[/email]