عبد اللطيف البوني

)سيناريو اليابسة)

)سيناريو اليابسة)
قبل أن ينفصل الجنوب ويكون دولته المستقلة كان الناس يضعون اربعة سيناريوهات هي السلام مع الوحدة او سلام مع الانفصال أو وحدة مع الحرب او وحدة مع الانفصال لقد كان السلام هو الركيزة التي قامت عليها نيفاشا فلذلك كان هو المطلوب مع الوحدة كحد أعلى او سلام مع الانفصال كحد أدنى أما أسوأ سيناريو فهو أن يتم الانفصال وتشتعل بعده الحرب في عشية الانفصال كان واضحا ان سيناريو الانفصال مع الحرب هو الأقرب ولكن ذهاب البشير الى جوبا لحضور مراسيم ميلاد الدولة الجديدة وتقديم رياك مشار له وخطاب سلفا الى حد ما أبعدا هذا السيناريو رغم أن حادثة المنصبة المنسوبة لباقان اموم كانت جرس إنذار واضح على طريقة (نحن هنا ) طيب ياجماعة الخير ما الذي حدث ؟ حدث مالم يكن في مخيلة المتابعين للشأن السوداني وهو الانفصال وتجدد القتال ولكن ليس مع دولة الجنوب بل في جزء من دولة السودان الإشارة هنا لحرب جبال النوبة واحتقان النيل الأزرق . هذا السيناريو لم يهبط من السماء وأكيد أن هناك جهات كانت تخطط له وبمكر ودهاء شديدين لأن صانعه استلف سابقة دارفور فكانت حتمية التلاقي بين مني اركو مناوي وعبد الواحد والحلو. لقد استطاع صانع هذا السيناريو ببراعة ان يضع جنوب كردفان وبدرجة أقل جنوب الأزرق في سلة دارفور بعد ان استلهما ببراعة من سلة الجنوب . والامر الماثل الآن ان جنوب كردفان سوف تتطور في طريق تطور دارفور, يوناميد جديدة(يوناسيفا) ومحاكمات دولية والذي منه . سوف يصبح الحلو نقطة استقطاب في جنوب كردفان وسوف يتعامل مع الخرطوم بطريقة (سهر الجداد ولانومه) على الخرطوم ان تسأل نفسها لماذا لم يكن مثل السيناريو في مخيلتها؟ أين قرون استشعارها ؟ اين تلسكوبات عيونها ؟ واين …. ؟ واين …؟ ولعل دليلنا على جهل الخرطوم انه بمجرد انفصال الجنوب أعلنت عن دولة خالية من التعدد الثقافي وعن حل كل المليشيات. وعن موعد لانتهاء المشورة الشعبية . ثم رفض لإطاري اديس اببا . هل تم استدراجها لهذه الاشياء هذا لأنه في تقديرنا ان السيناريو الماثل ليس ردة فعل لما فعلته الخرطوم لابل ليس ردة فعل لانتخابات جبال كردفان إنما هو عمل مخطط له ومواعيده محددة لابل جزء من مخطط كبير وطويل و(الغريق لسه قدام) الواضح الآن وبالتحديد في هذه اللحظة الماثلة ان هناك مشكلة جنوب في السودان بعد الانفصال ودولة الجنوب الجديدة لن تكون بمنجاة عن عواقب هذا الامر والحرب لن تحل مشكلة لأي طرف من الاطراف وان احتراق اليابس واليابس سوف يستمر (ليس هناك اخضر) فهل المطلوب ان يتمزق السودان الى مزيد من الدويلات ؟ هل المطلوب ان يظل السودان جاثيا على ركبتيه الى الابد؟ اذا تغير النظام في الخرطوم من الذي يضمن عدم التفكك وعدم الجثو على الركبتين؟ وبعدين معاك ياسودان الجن.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]