جعفر عباس

أخيرا ظهر الحق!


أخيرا ظهر الحق!
بفضل الانترنت اصبح لي أصدقاء عديدون، بينهم عدد كبير من أبناء السعودية، او مقيمون فيها، فقد كانت الصحف السعودية هي اول من استضاف «زواياي» على اختلاف درجاتها، واحرص كثيرا على الرد على رسائلهم، وخاصة ان كثيرين منهم يدلونني على المواقع الانترنتية، التي تعد الناس بالملايين، بعد ان علموا أنني أهدرت كل مواردي في محطات البنزين التي تمني المشترين بسيارات فارهة، وبعد ان علموا ان جورج قرداحي رفض استضافتي في برنامجه «من يربح المليون» خوفا من أفوز بالجائزة الكاملة، بعد ان علم بأمر قيامي بتثقيف نفسي ذاتيا حتى عرفت في أي سنة نالت ليلى علوي الشهادة الابتدائية مع مرتبة الشرف، ولون الفستان الذي كانت ترتديه جواهر عندما كانت بائعة شاي في مثلث حلايب المتنازع عليه بين مصر والسودان وأبو الجعافر (منذ عام 1990بايعني المصريون والسودانيون المقيمون في دولة قطر رئيسا مدى الحياة لحلايب التي سأجعلها جمهورية لذوي الدخل المحدود، فأوزع أراضيها عليهم، ليبنوا عليها بيوتا بعد ان يحصلوا على قرض من البنك الذي سأنشئه هناك بالتنسيق مع مليونير يهودي..نعم سأجعل حلايب جمهورية تطبيعية، فطالما ان المخابرات المركزية الأمريكية صارت راعية لعملية السلام وتتولى الجمع بين ممثلي الموساد والبوساد لتدجين المقاومة الفلسطينية فالحذر واجب، ورئيس حلايب يعرف ان رضا امريكا أهم من رضا الوالدين، ولذا فانه سيطبِّع العلاقات مع إسرائيل، لتنال شرف الطرد من الجامعة العربية.. فتتخذ من ذلك ذريعة للدخول في وحدة فورية مع تايلاند، مع الأخذ في الاعتبار ان سكان حلايب بالمواصفات المذكورة أعلاه لن يكونوا قادرين على السفر الى تايلاند كما يفعل بقية الشرق اوسطيين).
على كل حال لا يخفى على القارئ ان لي أطماعا توسعية ناشئة عن طبيعتي التطبيعجية (انظروا قبح لفظ هذه الكلمة)، ويطيب لي ان اعلن من على هذا المنبر تعيين شاب سعودي اسمه م. ش. مديرا لاعمالي، بعد ان اكتشف خلال سفره من مدينة الباحة الى الطائف قرية اسمها الجعافر.. ماذا يعني هذا؟ هل كنتم تعتقدون انني أهذي عندما قلت ان جدي عنترة أورثني اطيانا وعقارات في مواقع مختلفة من الجزيرة العربية؟ كم كان جدو عنترة بعيد النظر عندما أطلق اسمي على بلدة بأكملها كيلا يكون هناك «كاني ماني» في امر ملكيتها! وهناك امر آخر وهو ان في منطقة عسير بلدة اسمها الشبارقة، وهناك في السودان وفي مكان قريب من الخرطوم بلدة بنفس الاسم، وإذا اخذنا في الحسبان ان اهل عسير والسودان تبادلوا الهجرات مئات السنين، فليس هناك ما يمنع ان يطالب السودانيون المقيمون في عسير بمنحهم حق البقاء في الشبارقة العسيرية من دون اذن اقامة رسمي، واذا أراد اهل الشبارقة العسيرية ان يقيموا في الشبارقة السودانية فـ«حبابهم الف» وبكل صدق فان شبارقتنا كثيرة الخير ببساتينها ومائها الجاري وأهلها ذوو نخوة وجود ومروءة.
فما رأيكم أيها السعوديون في ان اتنازل عن حلايب لمصر والسودان وتعطوني حلالي «الجعافر»، ولا تصدقوا الشائعات بانني أطلقت على ضاحيتين في الخرطوم اسمي الرياض والطائف تحقيقا لمطامع شخصية، فقد فعل ذلك سكان الضاحيتين تعبيرا.. لأننا في السودان بتنا نستورد كل شيء بما في ذلك الأسماء.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]